&حسن مدن

كما تهتم الإذاعات ومحطات التلفزة بأقوال الصحف لقياس اهتمام الناس في أي مجتمع من المجتمعات، أصبحت تهتم أيضاً بال «هشتاج» الأكثر تداولاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وبصفة خاصة على منصة «تويتر» الأوسع انتشاراً وتأثيراً بين هذه الوسائل.

تقدّم ال«هاشتاج»، أو مجموعة ال«هاشتاجات» الأكثر تداولاً على وسائل التواصل الاجتماعي فكرة أكثر دقة وشمولاً عن اهتمامات الرأي العام في اللحظة المعنية أكثر مما تفعله الصحف، المحمولة على التقيد بمجموعة من المعايير والضوابط، غير الملزمة للمدونين على وسائل التواصل هذه.

وفي الكثير من الحالات لاتكون موضوعات ال «هاشتاج» سياسية، فهي على قدر كبير من التنوع بحيث تتناول قضايا اجتماعية أو اقتصادية أو حتى تتصل بحوادث ذات طابع شخصي صرف، لكن يضفى عليها، تحت تأثير التداول الواسع، الطابع الجمعي.

يقال إن صاحب فكرة «هاشتاج» مبرمج اسمه كريس ميسينا، لم يكن عمره يتجاوز الثلاثين عاماً، وكان في الأصل موظفاً في شركة «جوجل»، وكانت فكرة ال «هاشتاج» في البداية شديدة البساطة، حيث قدّم صاحبها، اقتراحاً للإدارة بوضع علامة (#) قبل كل كلمة مهمة فيما يجري نشره.

ما لبث الموضوع أن تحوّل إلى ثورة تقنيّة، فبفضل هذا الرمز اكتسبت الموضوعات المطروحة على «تويتر» خاصة طابعاً منظماً، أو فلنقل موجهاً، ذلك أن الكثير من الحملات التي تتم تحت هذا الوسم تقف خلفها جهات متنوعة في أساليب وأهداف عملها، فقد تكون تجارية، وقد تكون سياسية أو دينية..الخ، لذا فالغايات هي في الجوهر تسويقية، أكانت للبضائع أو للأفكار.

هذه الحملات تعبئ الرأي العام نحو وجهة محددة، وقد يترتب عليها إطلاق وسم مضاد أو أكثر، من قبل المتضررين من الحملة التي حملت الوسم الأول، وبذا تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة صراع، هي في حقيقتها تجل لما يمور في المجتمع نفسه من تناقضات.

وال«هاشتاج» الذي بدأ في البداية على «تويتر» في عام 2007، سرعان ما انتشر، ليقتحم وسائل الاتصال الأخرى، حيث قام تطبيق «إنستجرام» باعتماده في العام 2011، وبعد ذلك بعامين دخل تطبيق «فيسبوك»، ليكتشف الناس أن الوسم الذي يقترحه فرد أو جهة سرعان ما يصبح صانعاً لرأي عام واسع تجاه قضايا مختلفة.

في العام نفسِه الذي انطلق فيه «الهاشتاج» لأوّل مرة، دوّن أول «هاشتاج» فعليّ على موقع «تويتر» باسم #كاليفورنيا تحترق، ليلاحظ نشاطاً غير مسبوق من قبل المستخدمين، والمغرّدين على هذا «الهاشتاج» في موقع «تويتر»، ومن هنا بدأ الانتشار الفعليّ له.

&