&

«هل فازت؟ هل فازت؟» أصبح هذا هو السؤال البارز من الجميع في نادي عموم إنجلترا، خلال مباريات اللاعبة كوري جوف في بطولة ويمبلدون للتنس، للتأكد من استمرار حلم المراهقة الأميركية.
وتعافت اللاعبة الأميركية البالغ عمرها 15 عاما من تأخرها بمجموعة، وأنقذت نقطة الفوز بالمباراة لمنافستها، لتبلغ الدور الرابع في أشهر بطولة في عالم التنس، بعد فوزها على السلوفينية بولونا هرتسوج (المصنفة 60 عالمياً) بنتيجة 3 - 6 و7 - 6 و7 - 5، أمس (الجمعة).
وجذبت اللاعبة الأميركية (المصنفة 313 عالميا) اهتمام العالم بعد أن تفوقت على البطلة السابقة الأميركية فينوس ويليامز خلال مباراة الدور الأول (الاثنين) الماضي، في يوم شهد غيابها عن المدرسة.
وفجرت جوف واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ بطولة ويمبلدون للتنس بالإطاحة بفينوس (39 عاما) التي تعتبر من أيقونات البطولة؛ حيث تشارك هناك منذ عقدين وفازت بلقب الفردي خمس مرات، من بينها لقبان قبل حتى أن تولد جوف (فارق السن بينهما 24 عاما).
وتعتبر جوف فينوس «مثلها الأعلى»، وقالت لها عقب المباراة: «لولاك ما كنت هنا.. كنت مصدر إلهام لي»، وأضافت للصحافيين أن مشاهدة الشقيقتين سيرينا وفينوس ويليامز على شاشات التلفزيون شكلت ذاكرتها الأولى في التنس ومنحتها قوة دفع لممارسة اللعبة، قائلة: «اللعب أمام سيرينا أو فينوس كان حلما تحول لحقيقة».

وفي الدور الثاني تغلبت جوف على السلوفاكية مجدالينا ريباريكوفا، التي وصلت إلى الدور قبل النهائي للبطولة سنة 2017.
وتعد جوف أصغر لاعبة تصل إلى الدور الرابع في بطولة كبيرة منذ جنيفر كابرياتي (15 عاماً) في ويمبلدون عام 1991، وأصغر لاعبة في عصر الاحتراف (قبل أكثر من نصف قرن) تتخطى ثلاث جولات في التصفيات لتتأهل للقرعة الرئيسية للبطولة المقامة على ملاعب عشبية، ما جعل بعض وسائل الإعلام تطلق عليها لقب «الظاهرة».
وقالت جوف: «لا أؤمن بالقدر... أشعر أنني أستطيع تغيير عالمي... ربما تفكيري أكبر مما تظهره أرقام عمري».
وربما منذ بزوغ نجم بيورن بورج في نهاية سبعينات القرن الماضي لم يؤثر أي لاعب أو لاعبة بهذا الشكل في جماهير البطولة الأقدم والأهم.
وتحظى المراهقة الأميركية بدعم جماهيري هائل ما جعل المنظمين يخصصون الملعب الرئيسي لمبارياتها رغم عدم مناسبة ذلك مع تصنيفها العالمي (313)، وأشارت إلى أنها شعرت بالرعب عند نزولها إلى أرض الملعب الرئيسي لأول مرة.

وقالت جوف التي كانت تراجع دروسا في العلوم بين مبارياتها الأسبوع الماضي استعدادا لامتحاناتها المدرسية: «هذا جنوني... من الجنون معرفة كيف يمكن للحياة أن تتغير في لحظات».
وقبل مباراتها مع فينوس أبلغت جوف متابعيها على «إنستغرام» أن اثنين من المدرسين اكتشفا أنها تلعب التنس بعد صعودها إلى القرعة الرئيسية في ويمبلدون.
ومع تحقيقها لجائزة مالية من الانتصارات الثلاثة بلغت 220 ألف دولار حتى الآن، قالت جوف إنه «من الرائع الحصول على مثل هذا المبلغ من أجل شراء الملابس»، متابعة: «أحب الملابس، ووالدتي منعتني من شراء الملابس لشهرين، كنت أشتري الملابس كل أسبوع».
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية فقد بدأت جوف في تعلم كرة المضرب منذ أن كان عمرها 8 سنوات، عندما انتقلت عائلتها من أتلانتا إلى ديلراي بيتش في ولاية فلوريدا، والتي لا تزال تعيش فيها حتى الآن، وفي عام 2017، عندما كانت بعمر 13 عاما، باتت أصغر لاعبة تصل إلى نهائي بطولة أميركا المفتوحة للشباب.
تتخذ جوف والدها كوري مدربها الأساسي، وكان موري لاعب كرة سلة في ولاية جورجيا، وأراد لها ولإخوتها - في الأصل - أن يلعبوا كرة السلة، لكنها لم تعجبها فتوجهت للتنس، وتفضل جوف أغاني ريهانا وبيونسيه، لكن مغنيها المفضل هو جيدن سميث، ابن الممثل العالمي ويل سميث.
تستعد جوف التي تحب لقب «كوكو» لمواجهة سيمونا هاليب المصنفة السابعة في البطولة والأولى عالميا سابقاً بعد غد (الاثنين) في مباراة الدور الرابع.
وقالت اللاعبة التي حصلت على بطاقة دعوة لخوض تصفيات ويمبلدون: «لم أكن أتخيل أن يتحقق هذا الأمر، لا أصدق نفسي الآن، أنا سعيدة لأن مسؤولي ويمبلدون منحوني فرصة المشاركة، ولم أكن أتخيل أن أذهب بعيدا».