&سعيد الملاحي&&

& لا يستطيع الإنسان العادي غير المتخصص تفسير سلوكيات وردود أفعال المُسنين في الحياة اليومية، كسرعة الانفعال والغضب لأتفه الأسباب، والتهكم والسخرية من تصرفات الأبناء، والاستياء من عدم تقبل الأبناء أو الناس لتصرفاتهم ومزاجيتهم، هذا الأمر ربما يدفعهم مع الزمن إلى الانطواء كردة فعل.


ولربما سمعت صديقاً يشتكي إليك تصرفات والده المُسن، ويفسر هذه التصرفات بالعناد والمزاجية، أو قد يخبرك أحدهم عن معاناته مع والديه الرافضين تماماً للكشف الطبي أو تناول الدواء، وقد يعتبر أحدنا أن رفض المُسن للعلاج أوالدواء، يعود لعدم رغبةٍ في التعافي والتشافي من المرض، في حين هذه التصرفات طبيعية في مرحلتهم العمرية، نظراً لمخاوف وهواجس تتملكهم من هذه المسألة.

إن كتب رعاية المسنين حقيقةً، من أجمل الكتب التي تطلعك على النظريات الاجتماعية وتفاصيل مرحلة الشيخوخة والتغيرات الفيزيولوجية والنفسية التي تطرأ على الإنسان، وأظن أن من ينهل من هذه المعلومات، ستتغير نظرته وتعامله مع المسنين.

ودولة الإمارات العربية المتحدة، قطعت شوطاً كبيراً في هذا المضمار، بتقديم الرعاية والمرافقة الملائمة لهذه الشريحة، بدءاً من تغيير مسمى «المسنين» إلى «كبار المواطنين»، مروراً بالارتقاء بخدمتهم الاجتماعية ورعايتهم الطبية، وصولاً إلى تقديم البرامج التدريبية على العمل اليدوي التي تؤهلهم لعمل مشروعاتهم الخاصة وعلى تأمين مصادر دخل جديدة لهم.. يوماً ما سنعيش كلنا هذه المرحلة، وسنتمنَّى أن يتقبل الناس مزاجيتنا وأن يصبروا على تصرفاتنا.