&محمد الحمادي&&&&

بمجرد أن أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات في الإمارات عن قوائم الهيئات الانتخابية بدأ الراغبون في الترشح لانتخابات 2019 بالإعلان عن نيتهم خوض هذه الانتخابات، وبلا شك أن هذا الحماس جيد جداً، إلا أنه يجب أن يكون حماساً من أجل خدمة الوطن وتمثيل المواطن تحت قبة البرلمان، وهذا يتطلب فهم ومعرفة أولئك المترشحين للوائح وقوانين وآليات عمل المجلس الوطني الاتحادي، بل حتى تاريخ المجلس وإنجازاته وإخفاقاته السابقة، فهذه التجربة الرابعة لانتخابات المجلس بعد انتخابات عام 2006 وعام 2010 وعام 2015.

في الانتخابات المقبلة، هناك متغيران أساسيان، الأول هو أن عدد الذين يحق لهم المشاركة والتصويت هو الأكبر في تاريخ هذه الانتخابات، فقد بلغ عددهم 338 ألف ناخب مقارنة بـ 224 ألف ناخب عام 2015، أما المتغير الثاني فهو أن نصف عدد أعضاء المجلس الوطني سيكون من السيدات، وهذا يعني أنه لو لم تتمكن أي امرأة من الفوز في الانتخابات فإن كل الأعضاء المعينين العشرين سيكونون من النساء.

المسألة المهمة التي يجب أن يضعها كل ناخب نصب عينيه وفي أعماق عقله، اعتباراً من اليوم وحتى موعد الانتخابات في الخامس من أكتوبر المقبل، هي أن صوته أمانة، فيجب أن يكون حريصاً لمن سيعطي صوته ليوصله إلى مقعد البرلمان، فالمسؤولية الوطنية تحتم على كل مواطن أن يختار الشخص ذا الكفاءة العالية والفهم الكبير لقضايا الوطن والمواطن، وألا يكرر أخطاء الماضي عندما أعطى البعض أصواتهم لأصدقائهم أو أقربائهم أو أبناء قبيلتهم دون مراعاة ما يمكن أن يقدموه للمجلس، فرأينا أكثر من نصف الأعضاء الفائزين في الانتخابات هم الصامتون في المجلس، وعدد قليل منهم يتكلمون ويشاركون بفاعلية!

الأمر الآخر والذي لا يقل أهمية عن ذلك هو ضرورة مشاركة كل من نشر اسمه في القوائم الانتخابية ويحق له التصويت وعدم التساهل في المشاركة أو العزوف عن التصويت، فكما أن صوتكم أمانة عندما تعطونه للشخص المناسب، فإن صوتكم أمانة، ويجب ألا يغيب يوم الانتخابات، فهذا ما كان ملاحظاً في الانتخابات الأخيرة، حيث تغيب الكثيرون عن التصويت بأعذار غير مقبولة وبسبب التكاسل أو اللامبالاة، وهذا ما لا نريده أن يتكرر في الانتخابات المقبلة، ونتمنى أن تكون نسبة المشاركة أعلى من الانتخابات الماضية، وخصوصاً أن نسبة كبيرة من الناخبين هم من الشباب الذين ننتظر أن يدفعهم حبهم للإمارات ورغبتهم في تقوية دور المجلس الوطني الاتحادي في المشاركة وحث الآخرين على المشاركة أيضاً.