خالد السليمان

ذكرت صحيفة القبس الكويتية نقلا عن مصادر أمنية أن نحو 300 مصري ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين مدانين في قضايا في بلدهم، غادروا الكويت مؤخرا إلى تركيا وأستراليا ودول عربية خشية ملاحقتهم من قبل الإنتربول المصري، على وقع احتجاز السلطات الكويتية لخلية إخوانية مكونة من 8 مصريين صدرت ضدهم أحكام في قضايا إرهابية!

اللافت أن بعض هؤلاء المدانين بقضايا إرهابية تم استقدامهم إلى الكويت تحت كفالة جمعيات خيرية ومواطنين، كما أن شخصيات نافذة سعت للتوسط لهم والسماح لهم بمغادرة البلاد دون تسليمهم لمصر، مما يعكس حجم تغلغل ونفوذ هذا التنظيم في الكويت!

وإخوان الكويت لطالما ميزوا أنفسهم سابقا عن التنظيم الدولي في القضايا الخليجية، فقد وقفوا ضد العراق في التسعينات وضد إيران في خلافاتها مع السعودية والبحرين، لكن منذ تفجر أحداث ما سمي بالربيع العربي بدا أن هذا التمايز يذوب لصالح الهيمنة الأردوغانية على «الإخوانية»، فقد وقفوا مع قطر في خلافها مع السعودية بدلا من الالتزام بسياسة حكومة بلادهم المحايدة، وتبنوا مواقف مائعة ضد الحوثي، واليوم تظهر العديد من الأقلام المحسوبة عليهم مواقف متعاطفة مع إيران في أزمة مضيق هرمز!

الإخوان المسلمون في الكويت الذين مارسوا العمل السياسي من خلال جمعيات مدنية وطلابية وخيرية وأوصلوا ممثلين لهم إلى مجلس الأمة بحاجة لمراجعة ذاتية للوقوف على أسباب الخروج عن القالب المحلي المنضبط الذي لطالما التزم في السابق بمصالح الكويت، فالمنطقة على فوهة بركان ساخن، وهناك اليوم حسابات أمنية أشد حساسية، وخطوط متقاطعة مع مصالح داخلية وإقليمية أكثر تعقيدا يجب أن يأخذها العقلاء بالاعتبار!.