&ميسون أبوبكر&&

&منذ أيام قليلة ودعت الشارقة والإمارات الحبيبة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي في لحظات صعبة، لأننا أولاً فقدنا شاباً متميزاً مبدعاً وفناناً مثل الشيخ خالد ولا قوة إلا بالله، وثانياً: لأننا عرفنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن قرب وحرمه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وقد آلمنا مصابهما، وقد خفف عنا صبرهما وإيمانهما بالقدر.


هنا سأتحدث عن الأم، وعن المشروع الذي تابعته عن قرب من سمو الشيخة جواهر، التي تُعنى بأبناء الشارقة ـ أطفالهم وشبابهم - في مشاريع عظيمة، منها مشروع «ربع قرن» وهو مشروع عظيم يهتم بالإنسان منذ نعومة أظفاره، ليس بدراسات جامدة على ورق، أو بحوث قد تتفاوت نتائجها، بل هي تجربة حية وواقع عشته مع مجموعة من كاتبات الرأي والإعلاميات من أنحاء العالم، حيث اطلعنا على تجربة الشارقة مع أطفال الشورى، وشبابها من الجنسين.

ويعتبر «ربع قرن» مشروع الإمارة لصناعة القادة والمبتكرين، فهو شريك مجتمعي في بناء أجيال واعية ومؤثرة تشارك في صنع مستقبلها.

كانت مهمتي الإعلام، لكن تعديت ذلك وشعرت بالأمومة في الوقت نفسه، وجهاً لوجه مع سمو حرم حاكم الشارقة، التي تحمل قلب المرأة التي تعي جيداً كيف تنشئ جيلاً يصنع ثقافته بيده، فلا يستوردها من الخارج، ويحافظ على أصالته في وجه ما يواجه العالم من غزو فكري وضياع للمثل والأخلاق.

فكانت كلماتها التي تخط بماء الذهب أكدت أن المجتمع مسؤول عن سلوك الفرد لذلك يسعى المسؤولون لتوفير كل الإمكانات لنشء ليتربى على نهج سلفه، وسلوكيات تنمو مع الطفل تعمق إحساسه بالهوية وانتمائه لهذه الأرض، وقد استشهدت بكلمات النشيد الوطني لدولة الإمارات، بكل ما يحمل من معاني وعبارات وضرورة تأمُّلها بعمق واعتناقها قولاً وفعلاً، حيث القسم على بناء الوطن واجب عظيم على أكتاف أبنائه.

بدت الجلسة كخلية نحل، بدءاً من حديث المربية الفاضلة سمو حرم حاكم الشارقة إلى تفاعل الأطفال مع معلمتهم، ثم نقاشهم مع سمو الشيخة جواهر وردودهم على أسئلتي وأسئلة كاتبات الرأي، حيث أبهرونا في حضورهم وحوارهم وطريقة تفكيرهم وردودهم، وكان ما رأيت بارقة خير ومؤشراً إيجابياً يبشر بمستقبل واعد لهذه البلاد الطيبة، مادام هذا هو النشء الذي سيقود مستقبل البلاد.. لا شك في أن في كل طفل من هؤلاء وفي كل شاب سيكون خالد، وتكون ذكراه حية، وهو عزاء للحاكم الصابر وزوجه الفاضلة.