جميل الذيابي

لا شك أن ما يميّز العلاقات العسكرية السعودية الأمريكية هو أن تطورها عبر السنين جاء مستقلا عن أي تطورات وفق توافقات دبلوماسية انبثق عنها تعاون عسكري.

وما صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية على استقبال المملكة قوات أمريكية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، إلا تأكيد جديد على قوة العلاقة بين البلدين ومتانتها.

في عام 1951، بموجب اتفاقية دفاعية مشتركة، أسست الولايات المتحدة بعثة تدريب عسكرية دائمة في السعودية. ولأكثر من 7 عقود أثمرت العلاقات الوثيقة جداً تعاوناً عسكرياً شكَّل «صمام أمان» لاستقرار المنطقة والعالم.

تقود السعودية اليوم تحالفات عدة، فهناك التحالف العربي في اليمن، والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. وهي عضو فاعل في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش». وسبق أن استضافت المملكة القوات الأجنبية، ومنها الأمريكية خلال حرب تحرير الكويت عام 1991.

ولا شك في أن التصرفات الإيرانية الرعناء في مضيق هرمز، وعبر عميل إيران في اليمن عبدالملك الحوثي في مضيق باب المندب على البحر الأحمر، ليست جديدة على إيران، ولا التوتر الذي أحدثته يمثل تحدياً جديداً للسعودية وحليفتها الولايات المتحدة، وبقية حلفائها.. فقد تسببت إيران في الشطر الأخير من الحرب العراقية الإيرانية في حرب ناقلات مماثلة، أسفرت عن نحو 400 قتيل من البحارة.

استقبال المملكة للقوات الأمريكية هو تأكيد على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين بهدف إبقاء الضغوط على إيران، ومنعها من زيادة التصعيد والاستفزاز في المنطقة.

وجود القوات الأمريكية يرسل رسالة عملية شديدة جداً إلى النظام الإيراني بأن أي محاولات عبثية أو عربدة أو تصرفات إجرامية لاستغلال التوترات بالمنطقة ستواجه بالقوة العسكرية اللازمة التي تردعها ومليشياتها ووكلاءها، لأن إيران لا تفهم إلا لغة القوة، ولا تكترث بسياسة التحاور والتشاور.

الأكيد أن السعودية دولة سلام وليست داعية حرب، ومع تزايد الأزمات والتحديات التي تواجه العالم تبقى العلاقات بين الرياض وواشنطن «صمام أمان» لردع القوى الشريرة، وكبح مساعي زعزعة الأمن والاستقرار، وتقسيم المنطقة على أسس طائفية تخدم أجندات إيران ومليشياتها في بلدان عربية عدة.