&عبدالله بن بخيت

&

&عندما اجتاحت قوات صدام حسين دولة الكويت، وبدأ العالم يدق طبول حرب لا يعلم إلا الله شكلها ومستقبلها، ورغم أن النيران كانت على بعد كيلومترات من الأراضي السعودية التزمت المملكة أقصى درجات الهدوء. لم تظهر أي موقف معادٍ أو ناقد تجاه النظام العراقي. كانت تريد سلامة أراضيها وسلامة العراق وسلامة المنطقة. فالحرب ليست نزهة ولم تكن كذلك أبداً..

في تلك الفترة الحالكة زار المملكة والمنطقة كبار المسؤولين في العالم في محاولة للاستعداد للنتائج أو لفهم ما يجري أو عرض المساعدة على المملكة ولأسباب تعود إلى أجندات مختلفة.

كان موقف المملكة صلباً (لا للحرب), طمعاً في يقظة صدام حسين في أي لحظة قبل فوات الأوان لعله يدرك حجم الأخطار المترتبة على جريمته السياسية التي لا& تغتفر. مع الأسف انتصرت الحماقة فاضطرت المملكة أن تتعاون مع العالم لتحرير الكويت.&

لا أظن أن حكام طهران بعيدون عن عقلية صدام حسين، ولكن بشعارات مختلفة. أخطر ما يكون عليه السياسي عندما تأخذه أطماعه خارج الواقع. يخلط بين الغيبيات الساذجة وبين الحقائق على الأرض فيرجح ما يتفق مع أحلامه.

في السنوات الأربعين الماضية بذلت المملكة كل الجهود الدبلوماسية لكي تقيم علاقة مع الشعب الإيراني على أساس الأخوة الدينية والجوار, التعاون بين الشعبين الكبيرين سينعكس سلاماً وازدهاراً على المنطقة بأسراها لكن من دون فائدة. لم تدرك إيران أن المملكة جزء من العالم، وعلى استعداد أن تتعاون مع كل الأصدقاء في كل ما يخدم مصلحتها ومصلحة المنطقة. فدعوة القوة الأميركية إلى أرض المملكة هو مؤشر أن العالم لن يقف متفرجاً على العبث الإيراني وأن أمن الخليج ومسارات النفط هي مسؤولية دولية.

ما جرى مؤخراً من محاولات إيرانية لعرقلة إمدادات النفط ورفع درجة الخطر على واردات النفط لن تثني العالم عن فرض العقوبات على إيران حتى تعود إلى وعيها. القوات الأميركية التي ستصل المملكة رسالة واضحة لحكام طهران أن المملكة وحلفاءها لن يقفوا متفرجين.&رسالة عملية لكي يفهم حكام طهران أن بحث المملكة عن السلم والاستقرار لا يعني أن المملكة غير مستعدة للحرب إذا فرضت عليها.

المملكة على أتم استعداد أن تتحالف مع أصدقائها لحماية أمن المنطقة إذا لزم الأمر. أتمنى أن يتذكر حكام طهران أن تحالف المملكة مع القوى الصديقة هو الذي أمن للشعبين الإيراني والسعودي استقرارًا استمر ثلاثين عاماً وكان أفضل وسيلة للقضاء على تنظيم داعش، وسيكون هذا التعاون أيضاً الأداة التي ستقود إيران إلى اليقظة من الأحلام الأسطورية.