& لحسن مقنع

كشف مصدر أمني مغربي أن مجموعات انفصالية تتحرك وفق أوامر من مركز قيادة جبهة بوليساريو في منطقة تندوف (جنوب غربي الجزائر)، كانت وراء اندلاع أحداث الشغب التي عرفتها مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء المغربية، على هامش احتفاء الشارع المغربي بفوز المنتخب الجزائري بكأس أفريقيا لكرة القدم، والتي خلفت أضراراً مادية في الممتلكات وإصابة عشرات من أفراد القوات الأمنية بجروح.
وأوضح المصدر ذاته أن هذه المجموعات الانفصالية استغلت خروج نحو 8610 أشخاص إلى الشارع العام في المحافظات الصحراوية المغربية (7000 في العيون، 600 في السمارة، 600 في الداخلة، 240 في بوجدور، 100 في شاطئ فم الواد، و70 في طانطان)، للقيام بأعمال شغب واسعة النطاق، خاصة في العيون؛ حيث قامت مجموعات تخريبية تتكون من 40 إلى 1400 شخص عقب نهاية المباراة، للقيام بأعمال شغب وتخريب، مشيراً إلى أنها تحركت ضمن مجموعات يتراوح عدد أفرادها بين 40 و1400 شخص.
وأضاف المصدر أن هذه المجموعات قامت باكتساح الأحياء المحاذية لشارع «محج محمد السادس» في مدينة العيون، وأغلقت الأزقة المحاذية له عبر نصب متاريس باستعمال الحجارة والنفايات المشتعلة، قبل أن تسيطر على جزء يناهز 1.5 كيلومتر من الشارع ذاته الذي يعتبر الشارع الرئيسي في المدينة. وذكر المصدر أن تلك المجموعات اتخذت من هذه المنطقة منطلقاً لتنفيذ هجمات على القوات العمومية التي لم تتمكن من السيطرة على الوضع إلا في حدود الثالثة من فجر يوم السبت.
وأشار المصدر إلى إصابة 169 عنصراً من القوات العمومية خلال هذه المواجهات، بينهم 4 أصيبوا بجروح خطيرة، وإتلاف سيارة تابعة للقوات المساعدة، وإحداث أضرار في 100 عربة أخرى تابعة للقوات العمومية، بالإضافة إلى سرقة شاحنة لنقل البضائع وتخريب كثير من السيارات الخاصة. وأشار المصدر إلى اضطرار شرطي لاستعمال سلاحه الوظيفي خلال هذه الأحداث وإطلاق 15 عياراً نارياً في الهواء بهدف صد هجوم بالأسلحة البيضاء استهدف زملاءه، مع محاولة إضرام النار في سيارات الشرطة. كما أطلقت عناصر الشرطة 116 رصاصة مطاطية، و19 قنبلة مسيلة للدموع خلال محاولة تفرقة العناصر الموالية لجبهة البوليساريو.

وأسفرت هذه الأحداث، حسب المصدر، عن اعتقال 10 أشخاص موالين لـ«بوليساريو»، ضمنهم 3 أطفال قاصرين، وإيداعهم رهن الحراسة النظرية (الاعتقال الاحتياطي) تحت ذمة التحقيق. وأشار المصدر إلى قيام نشطاء تابعين للفرق الإعلامية لـ«بوليساريو» بتصوير مشاهد من أحداث الشغب وبثّها على شبكات التواصل الاجتماعي، مضيفاً أن نشطاء «بوليساريو» يقومون بحملة إعلامية واسعة يدعون فيها أن الفتاة التي توفيت في مستشفى مولاي الحسن بلمهدي مساء الجمعة الماضية سببها حادثة سير لسيارة تابعة للقوات المساعدة.
في السياق ذاته، أشار المصدر إلى أن المنطقة الشرقية من المغرب عرفت بدورها خروج 5590 شخصاً إلى الشارع العام مباشرة بعد مباراة فوز الجزائر بكأس أفريقيا، خاصة في مدينة وجدة حيث خرج 2350 شخصاً، والتي عرفت احتشاد نحو 50 شخصاً أمام القنصلية العامة للجزائر. وقام موكب مكون من 230 سيارة بجولات ليلية، كانت تحمل على متنها مواطنين مغاربة يحملون أعلاماً مغربية وجزائرية، حسب المصدر ذاته الذي أشار إلى أن 200 سيارة طافت الشوارع الرئيسية لمدينة وجدة، فيما انطلقت 30 سيارة من بلدة بني درار في اتجاه القرية الحدودية «أولاد صالح».
وذكر المصدر أن المنطقة الشرقية عرفت بعض الأحداث المعزولة، منها حادث اصطدام سيارة مواطن جزائري بحاجز أمني مغربي على بعد 800 متر من المعبر الحدودي «زوج بغال»، بينما كان يحاول تفادي حشد من الأشخاص حاولوا الصعود على سيارته متسببين في كسر زجاجها الأمامي. كما اشتعلت النار في أعشاب وقصب قرب المركز الحدودي «بين الجرف» على الجانب المغربي بسبب إلقاء مواطنين جزائريين قنابل دخانية، وتمت السيطرة على الحريق دون أن يخلف ذلك ضحايا، كما سمع صوت طلقات نارية في الجانب الجزائري من عدة مراكز حدودية.