حمود أبو طالب

قلت أكثر من مرة أننا ما زلنا مقصرين في إبراز الإيجابيات الاستثنائية التي تختص بها المملكة والجهود الجبارة التي تقدمها لخدمة المسلمين من خلال عنايتها المستمرة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، نتحدث إلى أنفسنا في هذا الخصوص أكثر من اهتمامنا بالحديث إلى الآخر البعيد الذي يؤثر عليه من يهمهم الانتقاص مما تقوم به المملكة في هذا المجال، وفي هذا الموسم المبارك الذي يفد فيه الحجيج من كل حدب وصوب وتتركز أنظار العالم على المملكة يجب أن يعرف العالم بكل لغاته ماذا يحدث هنا وكيف تتكامل منظومة هائلة من الخدمات المقدمة للملايين في نطاق مكاني وزماني محدد.

هناك سؤال جدير بالطرح، هل يعرف بعضنا هنا ناهيكم عن الآخرين في الخارج كم صرفت الدولة على التوسعة الأخيرة للمسجد الحرام. حسناً، ضعوا أكبر رقم تتخيلونه، ونراهن على أنه لن يصل إلى الرقم الحقيقي. هل يتوقع أحد أن مشروع التوسعة الأخيرة كلف 100 مليار دولار، أي قرابة 375 مليار ريال. ولكم أن تحسبوا ميزانيات بعض الدول لتجدوا أنها مجتمعة قد لا تصل إلى هذا المبلغ. هذه التوسعات المستمرة لا علاقة لها ببيروقراطية الصرف على المشاريع الأخرى ولا أنظمة المنافسات والمشتريات التي قد تتسبب في بعض التعقيدات والتعطيل، وإنما تتم وفق أعلى معايير الجودة والسلامة والفخامة مهما كلفت.

هذا جانب واحد فقط من جوانب كثيرة أريد به خدمة المسلمين والتسهيل عليهم في رحلتهم الإيمانية، وحري بكل المجتمعات الإنسانية معرفته.