&خالد أحمد الطراح

نشر الكاتب الدكتور عصام عبداللطيف الفليج في 23 يوليو 2019 (الأنباء) توضيحاً للخطأ، الذي وقع فيه نتيجة النقل عن «عدة رواة» للشخصية، التي ترأست مؤتمر جدة الشعبي، رداً على ما ورد من تفاصيل دقيقة في مقالي المنشور في 30 يونيو 2019 بعنوان «عبدالعزيز الصقر.. الرئيس الشعبي الأوحد لمؤتمر جدة».

ولأهمية الموضوع، أعيد نشر نص مقال الكاتب الفليج الخاص بالمؤتمر، ففي الإعادة إفادة للجميع، وخاصة قراء القبس الكرام، وهو كالتالي: «كتب خالد احمد الطراح مقالاً في جريدة القبس يصحح معلومة كتبتها في مقال سابق بعنوان «كواليس مؤتمر جدة الشعبي.. أحداث لا تنسى» ان رئيس مؤتمر جدة هو العم عبدالعزيز الصقر فقط، ولم يكن هناك رئيس ثانٍ. أشكره على هذه الملاحظة، وما كتبته نقلاً عن رواة عدة، ولعله التبست على البعض المعلومات بسبب بُعد فترة المؤتمر لأكثر من ربع قرن، ويبقى العم عبدالعزيز الصقر، رحمه الله، رائد العمل السياسي والاقتصادي في الكويت، وتاريخه يشهد له، وهو الرئيس الشعبي لمؤتمر جدة، ولا خلاف على اتفاق أهل الكويت عليه، ونسأل الله الشفاء للعم يوسف الحجي».

(انتهى النص). أشكر الدكتور الفليج على نشر التصحيح لمعلومته المغلوطة، لكنني أستغرب أن هناك «رواة» ليسوا على علم بهذه الحقبة التاريخية، التي عرفها المجتمع الدولي وأهل الكويت أيضاً صغاراً وكباراً، بمن في ذلك مواليد الغزو العراقي للكويت، الذين بلغوا من العمر نحو 29 عاماً! لعل ذلك يحفز الكاتب الفليج على العتب الأدبي على «رواة عدة» حازوا ثقته فيما سطر، فقد أوقعوه في حرج مهني وسياسي وتاريخي، لا يتمناه كاتب لنفسه أو غيره، حرصاً على دقة النقل والتوثيق، خصوصاً في موضوعات تتعلق بمحنة كويتية تاريخية، زلزلت وجدان الشعب الكويتي في الداخل والخارج أيضاً، وتسببت حتى اليوم في معاناة عميقة وجروح غائرة في كل بيت كويتي، ونحن على أعتاب الذكرى الثلاثين للغزو.

هناك «رواة» قد ينحاز بعضهم إلى تيار سياسي وفكري معين، في حين يندفع البعض الآخر الى رواية أحداث مجتزأة أو تأويلها بشكل خطأ، وهو ما يقتضي من أي كاتب التقصي والتأكد من مصادر مختلفة تفادياً للوقوع في الخطأ حتى لو كان غير مقصود. وطالما أقر الكاتب د. الفليج بعدم دقة ما نقل عن «رواة»، فإنني أدعوه إلى التثبت مما ورد بخصوص تفاصيل أخرى وردت بمقاله الاول عن «كواليس مؤتمر جدة»، بالنسبة للأعمال الختامية للمؤتمر، توثيقاً لحقبة تاريخية مهمة للغاية مضموناً وتوقيتاً لنا وللعالم أجمع. *** الذاكرة البشرية تنحاز حيناً عمداً، وتشيخ حيناً آخر مبكراً، في حين يمكن أن يطغى الجهل عليها طوعاً!

&

&