أسماء الكتبي&&

أول مرة شاهدت فيها فيلم «الكاتب الشبح - The Ghost Writer»، كنت في السماء في طريقي لزيارة خاطفة للندن ربيع 2010 فالتصق الفيلم بذهني، والأهم أنه محا من ذاكرتي وذهني فكرة «أن أمريكا تتدخل في أمور الدول العربية والعالم الثالث وتتحكم فيها»، ورسخ مكانها أن «الولايات المتحدة الأمريكية تفعل ذلك مع الكل»، بما فيها الدول القوية والحليفة مثل بريطانيا، وبهذا فهي تتحكم في كل العالم.

وحتى وإن ظهرت الأمور للعيان بأنها ديمقراطية أو تلقائية أو شعبية، فهناك أيدي خفية تلعب بأمور ومصائر الجميع.. يهمزها الإعلام الغربي بالطرف الثالث، أما بالنسبة لي فهي أمريكا.

فيلم الكاتب الشبح للمخرج البولندي رومان بولنسكي، مأخوذ عن رواية «الشبح» للكاتب البريطاني روبيرت هاريس، وهذا الفيلم يعد من أنجح أفلام الإثارة السياسية، فقد حصد عدة جوائز عالمية، كما نال تقدير «جيد جداً» من 84 في المئة من نقاد موقع «الطماطم الفاسدة - Rotten Tomatoes».

وتدور أحداثه حول رئيس وزراء بريطاني يُخمَن أنه توني بلير، لدرجة أن الممثلين الذين قاموا بالأدوار يشبهونه وزوجته، وهما بايرس بروسنان وأوليفيا وليماز، في حين قام بدور الكاتب الشبح إيوان مكغواير.

وفي مجريات الفيلم يَستأجر رئيس الوزراء كاتباً شبحاً ثانيأ ليُدون سيرته الشخصية والعملية، بعد أن مات الشبح الأول في ظروف غامضة، ويتبين من خلال الحبكة أن سبب موته، اكتشافه أن وصول رئيس الوزراء البريطاني للبرلمان كان بتدخل الاستخبارات الأمريكية، التي كانت ترعاه منذ كان طالباً في جامعة كمبريدج، وهي الجامعة التي يتخرج منها كل رؤساء الوزراء البريطانيين.

وبنهاية الفيلم يُقتل الشبح الثاني لأنه اكتشف الحقيقة.