&جبير الأنصاري

عاماً بعد عام تُسجّل السعودية نجاحاً مبهراً في تنظيم الحج بأفعالها التي شهدها القاصي والداني، وتوّجتها إشادات ضيوف الرحمن، لتقطع بذلك الطريق على الحاقدين والمشككين في قدرتها على إدارة أكبر حشد إسلامي في أطهر بقعة على وجه الأرض.

وتسخّر السعودية في كل موسم حج الخبرات المتراكمة والإمكانات المادية والمشروعات الضخمة والكوادر البشرية من مختلف القطاعات والجهات لتقديم أرقى الخدمات بأفضل المستويات لضيوف الرحمن القادمين من كل فجٍّ عميق.

وتتسابق الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والأفراد المتطوعون، الذين يعملون بتفانٍ وإخلاص كمنظومة واحدة تضع نصب عينيها خدمة الحجاج على أكمل وجه منذ وصولهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم، بعد أدائهم نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان.

ووضعت السعودية رعاية شؤون ضيوف الرحمن والاعتناء بهم في مقدمة أولوياتها، مؤكدة في كل موسم حرصها الشديد على هذا البلد الآمن واهتمامها بأمور المسلمين، مواصلة بذلك مسيرة الخير والعطاء لقادتها تجاه العمل الإسلامي في العالم.

كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قد جدد خلال كلمة ألقاها في حفل الاستقبال السنوي، الذي أقامه أمس (الاثنين)، بقصر مِنى، التأكيد على أن الله قد شرّف بلاده بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وقال: «خدمة نفخر بها، فجعلنا رعايتهم وسلامتهم في قمة اهتماماتنا، وسخّرنا لهم كل ما يعينهم على أداء حجهم، وفق مشروعات متكاملة تهدف إلى تيسير أداء الحج، وسلامة قاصدي بيته الحرام، ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم».

ولا شك أن خلف هذه النجاحات دعماً ومتابعة حثيثة ومستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اللذين لا يألوان جهداً عن تقديم كل ما من شأنه تأمين وسلامة وراحة الحجاج، ويقفان ميدانياً على ذلك، ويقومان بتذليل كل الصعاب.

وثمّن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، خلال مؤتمر صحافي بعد انتهاء موسم الحج، دعم القيادة وما تبذله في سبيل راحة الحجاج وتوفير جميع الإمكانات لخدمتهم.

وشدد أمير منطقة مكة المكرمة على أن «هذه الإمكانات، التي أسهم فيها كل مواطن سعودي من داخل الحكومة ومن خارجها، هي شرف عظيم يعتز به كل سعودي، بأن هيأ الله تعالى لنا جميعاً خدمة ضيوف الرحمن، ولا أستثني أحداً من العاملين في هذا الحج وهم بمئات الألوف».

الجهود السعودية في موسم الحج حظيت بإشادات إسلامية واسعة، وإعجاب باهر من ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم الذين لمسوا عن قرب ما سخّرته حكومة المملكة لهم جميعاً دون تمييز، لتلتهج ألسنتهم بالدعاء لمملكة الخير والعطاء قيادة وشعباً، اللذين شرفهما الله بهذا العمل العظيم.

ووثّق الحجاج عبر هواتفهم المحمولة رحلتهم الإيمانية، ونقلوا إلى أهاليهم وأصدقائهم في شتى بقاع الأرض، لحظة بلحظة، خطواتهم في المشاعر المقدسة، وفرحة وقوفهم بجوار الكعبة المشرفة وعلى جبل عرفات وجسر الجمرات، وما وجدوه من حفاوة ومحبة، وما رأوه من خدمات جليلة وعناية فائقة وتسهيلات.