إبراهيم علوي (المشاعر المقدسة)&

وسط رنين الهواتف وفي خلية نحل لا تعرف الهدوء والسكون، تعمل سعوديات في مركز البلاغات الأمنية 911 طوال ساعات اليوم للتجاوب مع النداءات بلغات عدة، وجاءت فكرة الاستعانة بكوادر نسائية لتلقي البلاغات في 911، لتحقق احترافية العمل الأمني، والاستفادة من قدراتهن في التحدث باللغات الإنجليزية والفرنسية والأوردو والفارسية والإندونيسية وضمان سرعة التعامل مع البلاغ، إذ لا تتعدى مدة التجاوب مع البلاغ أكثر من 45 ثانية. وأسندت للكوادر النسوية واجبات ومهمات مناسبة بما يتوافق مع قدراتهن وخصوصيتهن في المكان. وتلقت العاملات تدريبات مكثفة أهلتهن للعمل في هذا المجال، وتتعامل الموظفات داخل القسم مع أجهزة كومبيوتر مزودة ببرامج حديثة لتلقي الاتصالات، وتحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية، ويقمن بالرد على اتصالات الحجاج والحاجات.

وتعين التقنيات الحديثة منسوبات 911 في تلقي البلاغات، إذ يظهر اسم ورقم هوية المتصل من خلال النظام الذكي، وساعد النظام في تقليص الوقت المحسوب عالمياً ما يسهم في وصول البلاغ للجهة المعنية في ثوان قليلة.

ويهتم المركز بسرعة الاستجابة للبلاغ بطريقة إلكترونية وعرضها في شاشات الموظفين كافة لتقييم أدائهم، والمساعدة على رفع مستوى الإنجاز، وفق أدق التفاصيل الأمنية. ويحتوي المركز على ثلاثة أقسام، الأول لتلقي البلاغات، والثاني لترحيلها، والأخير للمتابعة التلفزيونية التي يصل عددها إلى 80 شاشة تستوعب بث 15 ألف كاميرا في مكة المكرمة والمشاعر، كما يحتوي المركز على كاميرات عالية الدقة ويخول للمراقب الإبلاغ في حال مشاهدة حادثة أو حدث حتى قبل أن يتلقى بلاغ صاحب الحاجة للمساعدة.

وتسهم الخرائط والكاميرات في توجيه الدعم للفرق الميدانية من خلال التواصل مع غرفة العمليات الموحدة للمساعدة بأكبر قدر ممكن في سرعة التدخل، وفي صالة إدارة الأزمات والكوارث مندوبون من القطاعات الأمنية والخدمية كافة مؤهلون لاتخاذ القرار، وإدارة الأزمات.