&عبد الرحمن النقبي&&

&كثيراً ما يُفاخر المسلمون بأن دينهم يحثّ على استخدام العقل، ويُشجع على التأمل والتفكير بنص القرآن الكريم، في حين أن واقع ما يمارسونه هو عكس ما أمروا به.


الباحثون عن العقول «المعروضة للبيع والإيجار» يُفضلون أن يكون أصحابها من صغار السن، بحيث يسهل غرس الأفكار والعقائد التي يريدونها فيهم، ما ينتج عنه طاعة عمياء لفكرهم، وفي الوقت نفسه يمنعونهم من قراءة أي كتب لها وجهات نظر مختلفة عما يُؤمنون به.

إن العقول «المُباعة» تجدها تُمجّد الحفظ وما تمّ تلقينه إياها، وتنتقد استخدام العقل لأنها تعتقد بأنه لن يأتي استخدامه بأفضل مما أتت به عقول من قرأوا كتبهم، وحفظوا ما بين جلدتيها.

أكثر العقول بؤساً هي تلك التي تزعم بأن عقول البشرية لن تأتي بأفضل مما أتت به عقول السابقين، والمصيبة بأن هذا الزعم المهترئ يلقى قبولاً وتأييداً، ضاربين عرض الحائط بالتراكم المعرفي الذي وصلت إليه البشرية.

تابعت أحد الحوارات بين مغردين حول إحدى المسائل المُختلَف عليها وأدلى كل شخص بدلوه، وفي النهاية سأل أحدهم الآخر بعد أن فرغ من الاستشهاد بأدلّة علمائه التي يمتلكها: «ما رأيك أنت في المسألة؟» هنا انتهى الحوار.

بالرغم من سوداوية الموقف، إلا أن هناك نوراً في نهاية النفق المظلم. هذا النور هو جيل جديد يعيش عصراً غير مسبوق في انفتاحه على العالم دون عوائق، وبالتالي أصبح أكثر تساؤلاً وبحثاً عن أجوبة منطقية ومقنعة لا تحتمل التأويل، وأصبح من الضروري علينا البحث عن أجوبة مُقنعة تُشبِع تساؤلاتهم، فالأجوبة المعلّبة لا تُنتج سوى عقول معلّبة!.