& أمين ساعاتي

&


انتهت مناسك ركن الحج الأعظم لعام 1440هـ بنجاح منقطع النظير، وأدى حجاج بيت الله الحرام نسك الحج والعمرة في يسر وراحة واطمئنان، وبدأ الحجاج يعودون إلى بلادهم موفوري الصحة والعافية والسعادة.
وبهذا استطاعت حكومتنا الرشيدة أن تنتصر ببسالة على كل الصعوبات التي كانت تواجهها في إدارة مواسم الحج في الأعوام الماضية، وأهم الصعوبات التي كانت تواجهها هي السيطرة على الزحام والاكتظاظ البشري في المساحات المحدودة التي تصعب السيطرة فيها على مجموعات وتكتلات بشرية صعبة المراس.
أهم أسباب النجاح في إدارة حج هذا العام هو استكمال منظومة الإدارة الذكية التي مهدت الطريق أمام إدارة الحجيج، ومكنتها من أن تفرض أنظمتها الذكية في كل مفاصل الحج، والشاهد إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لم تبخل في توفير كل آليات وأجهزة وأنظمة تقنية المعلومات المطلوبة، وكذلك قامت الحكومة بتصميم الدورات التدريبية لموظفي الدولة وحرصت على تدريب الكوادر على كل أجهزة التقنية الذكية كي تقوم بتشغيل الأجهزة بكفاءة عالية حتى تسيطر على كل الصعوبات التي ترافق ظروف الحجيج.
من ناحيتها فقد استبعدت وزارة الحج كل مؤسسات الطوافة التي لم تطبق مبادئ الحوكمة الإلكترونية من العمل في الحج حتى لا تؤثر سلبا في منظومة الحكومة الإلكترونية التي جرى تطبيقها بنجاح ابتداء من العامين الماضيين، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الخدمات الحكومية التي تقدمها الحكومة لحجاج بيت الله الحرام أثناء أداء هذه الشعيرة المباركة.

ولقد كان التناغم والتكامل واضحين بين كل مؤسسات الدولة بدءا من وزارة الداخلية، ووزارة الحج حتى وزارات البلدية، والشؤون الإسلامية، والحرس الوطني، وغيرها من مؤسسات القطاعين العام والخاص.
وواضح من السياسة الحكيمة التي سنتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحج الأعظم أن استقبال الحجاج وتكريمهم واجب على كل إنسان سعودي، ولذلك فإن الحكومة هي القدوة لنا جميعا، وهي التي أولت لركن الحج اهتماما يفوق الوصف، فالحج ركن من أركان الإسلام، والحجاج هم ضيوف بيت الله الحرام، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف كل مواطن سعودي، ولذلك فإن إكرام الضيف واجب ليس على الحكومة فقط، وإنما على كل سعودي وسعودية.
ولذلك فإن الحكومة في موسم الحج تجند كامل استعداداتها لجعل أداء نسك هذه الشعيرة المباركة سهلا وميسورا لكل حجاج بيت الله الحرام.
وإذا استعرضنا أهم المشاريع التي قامت الحكومة السعودية بتنفيذها لموسم حج هذا العام فهي كثيرة لكن يأتي مشروع جسر المزدلفة واستكمال مشروع قطار الحرمين في مقدمة هذه المشاريع، وقبل ذلك كان مشروع جسر الجمرات من أهم المشاريع التي تم تنفيذها على الواقع، وكان لتنفيذ مشروع جسر الجمرات الأثر الكبير في حل مشكلة رمي الجمرات وفك الاختناقات حول الشيطان الأكبر.
ويلاحظ المراقبون أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين شخصيا بمشاريع الدولة في موسم الحج جعل الحكومة تنفذ كثيرا من المشاريع في كل المجالات بغية التخفيف عن الحجاج، وجعل الحج متاحا وميسورا لجميع حجاج وضيوف بيت الله الحرام، وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين، فإن وزارة الحج وضعت خطة مدروسة لما أسمته "النقل الترددي"، وهي خطط مرحلية عملت الوزارة على توسيعها عبر خطط مجدولة ومرحلية لعدة مواسم، حيث استفاد منها في المواسم الماضية حجاج إفريقيا، ثم حجاج إيران، ثم بقية الحجاج تباعا، حتى تحققت الفائدة لجميع حجاج بيت الله الحرام من خدمة النقل الترددي وفق المخطط الموضوع لها.

ولقد شعر جميع حجاج بيت الله الحرام بنجاح كل الخطط التي وضعتها الحكومة السعودية لفك الاختناقات وجعل أداء النسك متاحا وميسورا لجميع الحجاج.
وحرصا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على نجاح موسم الحج، فهو دائم الاتصال بكل المسؤولين والسؤال عن مدى جاهزية مؤسساتهم لتقديم أفضل الخدمات إلى حجاج بيت الله الحرام. وقد أكد الأمير خالد الفيصل في وقت سابق جاهزية جميع المرافق والمشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة، وأن المشاريع التي تم تنفيذها حققت مكاسب عظيمة للمواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن كافة.
وإذا كانت الحكومة تهتم بالحجيج هذا الاهتمام غير المحدود، فإن من واجب كل مواطن ومقيم أن يتجاوب مع التعليمات، فلا حج دون تصريح، ولا رفث في الحج، ولا تسييس في الحج، لأن الحج شعيرة دينية وليس شعيرة سياسية، وعلى الجميع أن يسهم في اكتمال المنظومة الدينية ويعمل برقي على نجاح الحج في كل المواسم. حج مبرور وسعي مشكور، وكل عام والجميع بألف خير.

&