&فاطمة اللامي&&

&&

البحث في الذات والتوغل في معرفتها، حتماً، سيقودان الإنسان لاكتشاف نوافذ جديدة في الحياة، فسعادة الإنسان الاستثنائية حينما يجترح لنفسه قيمة مضافة عن طريق تسخير قدراته الذاتية في مسيرة حياته، واختبارها في ما يمكنه أن ينجزه بتلك القدرات، فاستغلالها بلا شك سيصقل شخصيته ويصبح لحياته رونقاً وألقاً يعززان ثقته بنفسه.

هناك بشر يمتلكون مهارات عدة، ولكن ينقصهم الثقة اللازمة والتشجيع، وأخذ زمام المبادرة، أو موجّه مخلص نبيه ينفض عنها الغبار ويقودهم للاشتغال على تلك المهارات وتوظيفها بشكل سليم ومثمر، لطالما كان هناك ما يمكن اكتسابه، وهناك ما يمكن تطويره، وما يمكن الاستغناء عنه كلياً واستبداله بمهارة جديدة قد تقلب كيان الإنسان، وتنتشله من حال إلى حال غير متوقع؛ يُنسيه طعم الغبن على ما تخلى عنه في لحظة ما.

الإنسان يبقى يجهل إمكاناته وقدراته الذاتية الكامنة، ما لم يُخضع نفسه لتجربة جديدة، لتقييمها واكتشاف مناجمه المطمورة.

فمعرفة الإنسان لنفسه مرتبطة بوعيه وظروف كل طور من أطواره التي يقطعها من حياته، فهناك ظروف تساعد على تعزيز بعض المهارات، وأخرى تقضي عليها أو تدفنها فيه.

يقول «ستيف جي جونز» أستاذ التنويم الإيحائي: «كل ما تشعر به وتعتقد أنه يجعلك شخصاً أفضل، وسعيداً أكثر وأكثر إنتاجية، هو موجود الآن ليس في أي مكان بل في داخلك».

إخضاع أنفسنا لتجربة جديدة قابلة للنجاح أو للفشل، عن طريق اختبار مهاراتنا التي نعرفها في أنفسنا، كفيلة لأن تقودنا لاكتشاف مهارات مدفونة لم تُستغل كيفما يجب؛ أشبه بمعدن نفيس قبل صهره.