&سارة مطر&&

&ما زلت أنبهر بالنسق الأخلاقي والتكويني للشعب الإماراتي، ذلك الانبهار الإنساني الذي يجعلني أتوقف عند كل صغيرة وكبيرة يقوم بها أفراد هذا الشعب الطيب المضياف، كيف لا وهم أبناء الأب الشيخ الراحل زايد آل نهيان ـ طيب الله ثراه.. يمكنك أن ترى في هذا الشعب ما كان عليه آل نهيان من الفروسية والبطولة والنظرة المسبقة للمستقبل والفكر النهضوي.


لقد نمت دولة الإمارات بسرعة كبيرة وتخطت دولاً، واحتلت مدينة أبوظبي مركزاً متقدماً كأفضل مدينة يمكن العيش فيها عالمياً، ولا يعود ذلك فقط لأنها دولة مستقطبة للأيدي العاملة، ولكن لأنها تعرف جيداً أنها تتعامل مع أي فرد من أي مكان في العالم وكأنه صاحب الدار.

لقد شعرت بنبض هائل في قلبي، وأنا أرى عدداً من الإماراتيين يطربون أمير مكة خالد الفيصل بشيلة مفعمة بالوطنية والتلاحم، بعد أن رد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مؤخراً، بعد انتهاء موسم الحج، على سؤال لأحد الصحافيين عن مزاعم بوجود خلافات بين المملكة ودولة الإمارات، فرد قائلاً: «السعودي إماراتي والإماراتي سعودي»، وهنا احتفى الشعبان بهذه العبارة أيما احتفال، في تأكيد على أن الأواصر بين هذين الشعبين لن يهزمها حاقد أو مدعٍ.

وحينما زار الأمير خالد الفيصل جناح الإمارات في سوق عكاظ، قام الشباب بإنشاد «الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي» وبدا أمير مكة الفيصل سعيداً ومبتهجاً بهذه الحفاوة.

لن ينجح المحرضون، والذين يمكن وصفهم بالجبناء، بأن يزعزعوا العلاقة المتينة بين الدولتين والشعبين، فالعلاقة ستظل الآن وبعد آلاف السنين ذات رابط قوي.. فالإماراتي سعودي والسعودي إماراتي!