&عبدالله بن بخيت

&

&تتكاثر المعلومات بشكل غير مسبوق وتتزايد عملية التكاثر كل يوم، كمية المعلومات المنتجة اليوم ضعف كمية المعلومات المنتجة يوم أمس. أصبحنا معرضين لسيل من المعلومات في كل تفصيل من تفاصيل الحياة، بعض هذه المعلومات صحيحة وبعضها مزيفة ومع الطرائق الحديثة في عرض المعلومات يصبح من الصعب أن تميز بين المعلومات الحقيقية والمعلومات المزيفة أو المحرفة.

كانت الإشاعات أو المعلومات المغلوطة تتوقف عند الرغبة بالتأثير في المواقف الاجتماعية أو السياسية أو التجارية أو الرغبة في تفسير مواقف سياسية مبهمة، بيد أن فبركة المعلومات امتدت إلى كل شيء.& كيف للمرء أن يفسر تلفيق معلومة طبية أو علمية كاذبة؟، ما الذي يمكن أن يستفيده المزيف عندما يروج أن التأمل في النجوم ساعة واحدة يومياً يقوي الإبصار؟ أحد أمرين، إما أنه يريد أن يخلط الحابل بالنابل أو يشكك الناس في العلم.

كانت معلوماتنا الصحية تتنامى حسب تنامي الطب والأبحاث الطبية. بطيئة ولكنها ثابتة وموثوقة، كانت مصادرنا محددة وواضحة ونستطيع أن نتأكد من صدقها، أكثر المعلومات الطبية على سبيل المثال كنا نأخذها إما من الأطباء، أو من وسائل الإعلام، ونادراً أن نحصل على معلومة طبية من خارج هذين المصدرين، هذان المصدران الأساسيان يتحملان مسؤولية التدقيق والتأكد من صحة ما يبثونه.

بدأت ألاحظ في الأخير تطوراً متزايداً في عملية بناء الإشاعة، بدأت معلومة الإشاعة أقرب إلى الحقيقة، لعل صناعة الإشاعة في محيطنا العربي مازالت في مراحلها الأولى، لكن هذا الأمر يتحسن بشكل ملحوظ، سوف تصل عملية بناء الإشاعة من المتانة إلى مرحلة لا يمكن الإفلات من تأثيرها دون وعي وعلم.&

مع سهولة التواصل الاجتماعي وتنقل المعلومات دون ضوابط رقابية سوف تتحول الإشاعات إلى نوع من الأوبئة، ربما نسميها وباءً إلكترونياً، فبقدر ما يدمر هذا الوباء الإلكتروني المواقف الأخلاقية أو السياسية يمكن أن تنشأ حروب هدفها الإضرار بصحة شعب ما أو تدمير ثقافته وصحة معلوماته، التأثير على أحكامه تجاه الواقع ستكون حروبها أقوى وأمضى من الحروب التقليدية.

سيأتي يوم يفرض الواقع على المربين تطوير مادة دراسية تزود الطلاب في مراحل معينة من العمر الدراسي بالقدرة على تحليل المعلومات لتمييزها والقدرة على تفادي ابتلاعها بسهولة.

من طبيعة الإنسان أن يقبل المعلومات التي تتفق مع رغباته دون تمحيص أو بأدنى درجة من المراجعة، هذه الميول الطبيعية هي منافذ تسرب المعلومات الخاطئة، ربما يأتي يوم يتوفر تدريب على قراءة المعلومات مجهولة المصدر بمثابة التطعيم، ورفع درجة الشك، وتطوير جهاز المناعة الثقافي منذ الصغر.