&أحمد الحوسني


محاربة الإرهاب أولوية وجزء أساسي من المعركة التي يخوضها التحالف العربي في اليمن، كي لا يتحول هذا البلد إلى ساحة كبرى للتنظيمات الإرهابية. وخلال الأسابيع القليلة الماضية رصدت الأجهزة الاستخباراتية خلايا إرهابية، بدأت تنشط في المناطق اليمنية، الأمر الذي يهدد بشكل فعلي الجهود الكبيرة، التي قام بها التحالف العربي للقضاء على خطر الإرهاب في اليمن، ويُلحق في الوقت نفسه الضرر بالجهود المبذولة للتصدي لمليشيات «الحوثي»، التي تعد المستفيد الأكبر من انتشار الفوضى وعودة التنظيمات الإرهابية للنشاط.
وقد قامت عناصر تابعة للتنظيمات الإرهابية، باستهداف قوات التحالف العربي في مطار عدن، مما نتج عنه إصابة عنصرين من عناصر قوات التحالف. والمجتمع الدولي مدعو إلى التحرك لضمان عدم استغلال التنظيمات الإرهابية للوضع الراهن والعودة للساحة اليمنية بقوة لتنفيذ هجماتها الإرهابية، خاصة بعدما سجل التحالف العربي نجاحاً معتبراً في التصدي للتنظيمات الإرهابية في اليمن، لاسيما ضد تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» الذي يعد من أخطر التنظيمات دولياً.

أول أمس، استخدمت عناصر إرهابية عبوات ناسفة في لحج وفي عدن ضد قوات «الحزام الأمني»، وهو أسلوب لطالما دأبت التنظيمات الإرهابية على استخدامه، ونجا قائد قوات الحزام الأمني في عدن من محاولة اغتيال.&

هذه الهجمات الإرهابية تأتي بعد فترة هدوء نسبي، وبعد تراجع كبير لعمليات التنظيمات الإرهابية في الجنوب اليمني. وهناك من يفسر هذه التحركات بأنها تصب في مصلحة النظام الإيراني والنظام القطري، وهما يستخدمان ميليشيات وتنظيمات إرهابية كـ«الحوثي» و«داعش»، في تنفيذ هجمات تستهدف تخفيف الضغط على إيران وأيضاً الحد من عزلتها الدولية. ولا شك أن العمليات الإرهابية في الجنوب اليمني هدفها تقويض أمن واستقرار المحافظات المحررة، لا سيما العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة شبوة، ناهيك عما شهدته تلك المناطق من ضخ للأموال والسلاح لـ«الإخوان» وبعض العناصر المشبوهة، بغية إشغال التحالف العربي في معركة جانبية، بهدف إطالة أمد الحَرْب، وتسهيل عودة خلايا الإرهاب من «داعش» و«القاعدة» لتنفيذ عملياتها التخريبية.
والجدير بالذكر أن «الحوثيين» استهدفوا، مطلع الشهر الماضي، العميد منير اليافعي «أبواليمامة» أحد القادة الميدانيين الذين تصدوا ببسالة للإرهاب في عدن ولحج ووصل حتى أبين، ما يعني أن من مصلحة «الحوثيين» فتح الأبواب أمام عودة التنظيمات الإرهابية للنشاط في المناطق المحررة. وشوهد «أبو البراء البيضاني»، وهو أحد قيادات تنظيم «داعش» المطلوب دولياً، يهاجم قوات «المجلس الانتقالي الجنوبي»، في محافظة شبوة الغنية بالنفط.
التنظيمات الإرهابية في اليمن باتت مرادفة لـ«الحوثيين»، والواقع يؤكد زيادة وتيرة نشاطها، ما يدعو للتحذير من عملياتها في الأيام المقبلة، ولا بد من موقف حازم ضد الإرهاب، وأيضاً تحميل المسؤولية لـ«حزب الإصلاح» وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، خاصة بعد مضي خمس سنوات على تخاذلهم في

تحرير صنعاء، في وقت تم تحرير محافظات جنوب اليمن وأجزاء أخرى من تعز، وتطهيرها من التمرد «الحوثي».
في ضوء تزايد المنظمات الإرهابية وتوالدها بغطاء «حوثي» ودعم «إخواني»، سوف تتفاقم الأمور، والانتكاسة -لا سمح الله - في التصدي للإرهاب ستكون كلفتها باهظة، ليس أقلها خسارة الرصيد والإنجازات التي تحققت في مجال مكافحة الإرهاب، خلال السنوات الخمس الماضية.
&

&