&أحمد المسلماني&&&

أنجب أسامة بن لادن حمزة بن لادن، وأنجب حمزة بن لادن أسامة بن حمزة بن أسامة بن لادن، قُتِل أسامة بن لادن عام 2011، وقُتِل حمزة بن لادن عام 2018.. فيا ترى أي مستقبل ينتظر الطفل أسامة حفيد أسامة أو من يمكن أن نطلق عليه «أسامة الثاني»؟

لقد تمكّن جيلان من عائلة بن لادن من تدمير الكثير من مقدرات الأمة الإسلامية، غطّى أسامة بن لادن على عقد التسعينات ثم أصبح أشهر نجوم التطرف في بداية القرن الحادي والعشرين، حيث افتتح القرن عام 2001 بإعلان المسؤولية عن أحداث 11 سبتمبر الإرهابية المروّعة.

أدى أسامة بن لادن ومن معه إلى تدمير دول إسلامية عدة بما يعادل عشرات القنابل النووية، حيث جرى تدمير أفغانستان، والعراق، واليمن، وسوريا، والصومال، كما جرى إضعاف دول إسلامية كبرى مثل باكستان.

تم إغراق باكستان النووية في ظلمات الإرهاب، وحسب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان فإن 17 ألفاً من الباكستانيين قد قتلوا في معارك القاعدة، ولكن عدد الضحايا في باكستان في مجمل أحداث الإرهاب ربما وصل إلى مئة ألف قتيل.

لقد تم أيضاً إغراق الصومال وتحويله إلى دولة فاشلة، فلم يبق فيه شيء، إلا وأغرق بكامله في أعماق المحيط الهندي!

كان أسامة بن لادن يرى أن «الخلافة» تبدأ من اليمن، ثم تمتد إلى السعودية ثم تتوسع في كل اتجاه، ولم تنشأ أي «خلافة»، وكل ما حدث هو إعادة اليمن إلى الوراء ألف عام، قاعديون ودواعش وحوثيون، ظلمات بعضها فوق بعض.

وفي العراق تحدث أبومصعب الزرقاوي عن تحرير فلسطين، وقال إنه يعمل في بغداد وعينه على القدس.. سقطت بغداد وتأزّمت القدس، ورحل الزرقاوي ويداه ملطختان بدماء المسلمين.

حين رحل أسامة بن لادن ظن البعض أنها ربما كانت بداية لنهاية الآلام، ولكن أيمن الظواهري واصل المسيرة وقدّم حمزة بن لادن باعتباره «ذلك الأسد الذي جاء من عرين القاعدة»، تحدث «ولي عهد الجهاد» كثيراً كثيراً.. ثم لا شيء، وبعد قليل أعلن وزير الدفاع الأمريكي مقتله، لم يعرف أحد من هو، ولا من أين جاء، ولا أين كان، ولا ماذا فعل، ولا متى قتل.. ولا كيف قُتِل.

كان حمزة بمنزلة الصدى الخافت لوالده، وكان الصوت والصدى مِعولاً عملاقاً في تمزيق الأمة، وإرباكاً للمسلمين.

رحل حمزة بن لادن هو الآخر، ففقد القاعديون الجدد رمزهم الكبير، وخرجت عائلة بن لادن بأكملها من زعامة القاعدة، ومرة أخرى يأمل المسلمون أن تكون نهاية العائلة نهاية للتنظيم.

إن مستقبل «أسامة الثاني» سوف يكون مؤشراً كبيراً على المستقبل العام، فأي طريق سوف يسلكه ذلك الجيل الجديد من الأطفال المسلمين؟.. لقد اختار «أسامة الأول» طريق الموت، فهل يختار «أسامة الثاني» طريق الحياة؟