& حمود أبو طالب

أطلقت هيئة الصحفيين السعوديين يوم الثلاثاء الماضي الإعلان الرسمي عن منتدى الإعلام السعودي الذي ستبدأ فعالياته في الرياض يوم 27 نوفمبر القادم على مدى يومين، بحضور أكثر من ألف إعلامي من مختلف دول العالم كأول حدث إعلامي بهذا الحجم تنظمه المملكة. في يقيني أن تبني هذه الفكرة وتحويلها إلى واقع كان أمراً ضرورياً وحاجة ملحة نتطلع لها منذ وقت بعيد لأن كل الفعاليات الإعلامية التي تتم لدينا كانت تتسم بالمحدودية والمناسباتية والخطاب المحلي، كما أن الحضور الإعلامي السعودي كان، وما زال، ليس بحجم ومكانة وأهمية وتأثير وثقل المملكة سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وثقافياً، ولا بقوة وتسارع التحولات الكبرى التي تعيشها خصوصاً في هذه المرحلة الجديدة التي تنطلق من رؤية وطنية شاملة.

الإعلام لم يعد قوة ناعمة فحسب، بل أصبح الآن قوة ضاربة وضارية، وذراعاً قوية لخدمة القضايا والتوجهات والسياسات والإستراتيجيات والدفاع عن المصالح والمقدرات لأي دولة، وتشكيل الصورة الذهنية لها وتصحيح الانطباعات الخاطئة والقاصرة عنها، ولهذا فقد فاقت الثورة الإعلامية العالمية كل ما كان متوقعاً، ونشأت إمبراطوريات إعلامية إخطبوطية تشكل الرأي وتؤثر في قرارات وأحداث كبرى.

على المستوى العربي مثلاً نستحضر نموذج منتدى دبي الإعلامي الذي يعقد منذ سنوات قريبة. لقد أصبح هذا المنتدى حدثاً ضخماً ومهماً من فعاليات دبي لا يقل عن أي منتدى اقتصادي أو سياسي. أصبح توقيت هذا المنتدى في أجندة أي إعلامي أو مهتم بالإعلام، يحضره آلاف من كل الدول العربية والأجنبية، وتمكنت دبي من خلاله إضافة وسيلة مهمة فاعلة للحضور العالمي وتسويق منجزاتها وترويج فلسفتها وخططها وتوجهاتها وسياساتها العامة لعدد كبير من الإعلاميين يقومون بدورهم بنقلها إلى بلدانهم. وكذلك تفعل دول كثيرة بإعطائها أولوية متقدمة واهتماما كبيرا بالشأن الإعلامي.

لقد حان الآن دور الرياض لتكون في قلب الحدث الإعلامي العالمي بمثل هذا المؤتمر الذي نتمنى استمراره في موعده كل عام بعد تقييم نسخته الأولى وتطويرها لتصبح لائقة بوطن كبير ومهم.