&المنجي السعيداني

كشفت وزارة الداخلية التونسية عن معطيات أولية تتعلق بهوية الإرهابيين الثلاثة الذين تم القضاء عليهم قبل يومين في منطقة حيدرة من ولاية القصرين وسط غربي تونس، واتضح من خلال تلك المعطيات الأولية التي تنتظر التأكيد عبر تحليل الحمض النووي للجثث الثلاث، أن اثنين منهم يحملان الجنسية الجزائرية وهما مطلوبان للعدالة في كل من تونس والجزائر، لارتكابهما لأعمال إرهابية، أما العنصر الإرهابي الثالث فهو تونسي.

ويعرف الإرهابي الأول باسم «الباي العكروف» وهو قائد كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية التي تتركز في المناطق الغربية التونسية، أما العنصر الإرهابي الجزائري الثاني فيدعى الطاهر الجلجلي، وكلاهما من العناصر الإرهابية الخطيرة. أما العنصر الإرهابي الثالث فهو تونسي الجنسية وهو يدعى صلاح القاسمي، وهو أصيل منطقة الكاف (نحو 160 كلم شمال غربي تونس) وهو زعيم ما يسمى بخلية «ورغة الإرهابية» التي تأتمر بأوامر كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية المبايعة بدورها لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وذكرت مصادر أمنية تونسية أن القاسمي مفتش عنه من قبل وحدات مكافحة الإرهاب منذ سنة 2013. وهو الذي يشرف على التدريبات الميدانية للعناصر المنضمة إلى كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية، وهو الذي يتولى قيادة عمليات «الاحتطاب والاستيلاء على الأغذية والأغطية والأموال ليلا من سكان المناطق الريفية النائية والمحاذية للجبال لمعرفته الجيدة بالمسالك الجبلية».

يذكر أن دورية أمنية تونسية قد نصبت صباح يوم الاثنين كمينا أمنيا ناجحا لمجموعة إرهابية مكونة من أربعة عناصر إرهابية وتمكنت من مفاجأة الإرهابين وفتحت النيران ضدهم، وقد أسفرت المواجهات المسلحة عن مقتل رئيس مركز الأمن العمومي للحرس الوطني بحيدرة وهو أعزب ويبلغ من العمر 28 سنة ومن أقارب ضابط الحرس التونسي سقراط الشارني الذي قتل بدوره في مواجهات مسلحة سنة 2013، كما تمكنت قوات الأمن من القضاء على ثلاثة عناصر إرهابية المصنفة ضمن «الأخطر خطورة»، والمصنفة ضمن القيادات الإرهابية المطلوبة للعدالة.
وخلال هذه العملية الأمنية الاستباقية تم حجز رشاشات من نوع كلاشنيكوف كانت لدى العناصر الإرهابية، كما تم تفكيك مجموعة من الأحزمة الناسفة. وفي تعليقه على الكمين الأمني الناجح، قال علي الزرمديني الخبير الأمني التونسي في تصريح إعلامي، إن العمليات الاستباقية أربكت تحركات الإرهابيين وضيقت الخناق عليهم، واعتبر أن الوحدات الأمنية والعسكرية دخلت مرحلة اجتثاث الإرهاب من خلال القضاء على القيادات الرئيسية لما تبقى من العناصر الإرهابية الخارجة عن الدولة على حد تعبيره.&

وتعمل السلطات التونسية منذ سنوات على الحد من المخاطر الإرهابية واتخذت خطوات وإجراءات هدفها تضييق الخناق على الأنشطة الإرهابية ومنع وصول التمويلات المالية المشبوهة إلى التنظيمات الإرهابية.
يذكر أن مختار بن نصر رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب (لجنة حكومية) وعد منذ أشهر بالوصول إلى استئصال ما تبقى من العناصر المتحصنة في المناطق الغربية وحدد نهاية السنة الحالية موعدا لذلك. غير أن تصريحات حكومية رسمية ما زالت تؤكد على تواصل التهديدات وتشير إلى أن العملية ما زالت طويلة وتتطلب إمكانيات مادية وبشرية إضافية وانخراط جميع الفئات الاجتماعية في عملية التضييق على الأنشطة الإرهابية.
وتواجه أجهزة مكافحة الإرهاب في تونس مجموعة من الخلايا المنتشرة بعدد من الأحياء السكنية الشعبية وتتبنى هذه الخلايا الفكر المتطرف ومعظمها كان من أنصار لتنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، الذي صنف إرهابيا ومنع السلطات التونسية كل أنشطته السياسية والاجتماعية.&
وتقدر مصادر أمنية تونسية عدد تلك الخلايا الإرهابية النائمة بما بين 300 و400 خلية إرهابية فيما قطع الكثير من الإرهابيين علاقاتهم بالتنظيمات الإرهابية المعروفة، وظلوا ينشطون ضمن ما بات يعرف بـ«الذئاب المنفردة».