فاتح عبد السلام

تتفوق‭ ‬غالباً‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬اعلامية‭ ‬تقليدية‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الخبر‭ . ‬لكن‭ ‬الصحافة‭ ‬التي‭ ‬تتلقى‭ ‬الضربة‭ ‬تلو‭ ‬الاخرى‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل‭ ‬ليست‭ ‬مستسلمة‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬لانهاية‭ . ‬ثمّة‭ ‬أساسيات‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تلبيتها‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬الاجراءات‭ ‬الصحافية‭ .‬

السبب‭ ‬الاول‭ ‬انّه‭ ‬لايزال‭ ‬هناك‭ ‬ثقة‭ ‬باسماء‭ ‬الصحف‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭&&‬عند‭ ‬ايرادها‭ ‬الاخبار‭ ‬والتقارير‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسبة‭ ‬الثقة‭ ‬بها‭ .‬

والسبب‭ ‬الثاني‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬مسؤوليات‭ ‬قانونية‭ ‬واعتبارية‭ ‬تلتزم‭ ‬بها‭ ‬الصحف‭ ‬في‭ ‬اخبارها‭ ‬وتقاريرها‭ ‬والتزامات‭ ‬حقوقية‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬في‭ ‬منصات‭ ‬فيسبوك‭ ‬وتوتير‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬يبقى‭ ‬عنصر‭ ‬الثقة‭ ‬قوياً‭ ‬وواضحاً‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الصحف‭ ‬الكبيرة‭ ‬وذات‭ ‬التاريخ‭ ‬والمهنية‭ .‬

السبب‭ ‬الثالث‭&&‬هو‭ ‬انّ‭ ‬ميادين‭ ‬التنوع‭ ‬الصحافي‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الابداعية‭ ‬والفنية‭ ‬والاكاديمية‭ ‬التخصصية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬اكبر‭ ‬سعة‭ ‬مما‭ ‬يتيحه‭ ‬فيسبوك‭ ‬او‭ ‬تويتر‭ ‬او‭ ‬سواهما‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تبقى‭ ‬تقاليد‭ ‬النشر‭ ‬الثقافي‭ ‬مرتكزاً‭ ‬لرصانة‭ ‬مطلوبة‭ ‬دائماً‭ ‬ومحل‭ ‬احترام‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬المقالات‭ ‬التحليلية‭ ‬ومقالات‭ ‬الرأي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تستمر‭ ‬بفاعلية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬التقليدية‭&&‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬الكبير‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬،‭ ‬بسبب‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬اسماء‭ ‬واقلام‭ ‬تعد‭ ‬الصحف‭ ‬مستقرها‭ ‬ونقطة‭ ‬ارتكازها‭ ‬قبل‭ ‬الانتشار‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬الانترنت‭ .‬

من‭ ‬جهة‭ ‬اخرى‭ ‬،انّ‭ ‬الصحف‭ ‬التقليدية‭ ‬باتت‭ ‬لها‭ ‬وسائل‭ ‬دعم‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬وضعها‭ ‬وانتشار‭ ‬ها‭ ‬ويزيد‭ ‬الالتفاف‭ ‬حولها‭ .‬

لكن‭ ‬المعركة‭ ‬التنافسة‭ ‬مستمرة‭ ‬،‭ ‬وهناك‭ ‬جديد‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ .‬

&