&حسين شبكشي

عندما أقرأ أخبارا اقتصادية تنفرد بها مجموعة بلومبيرغ الإعلامية أو صحيفة وول ستريت جورنال عن السعودية، أشعر بالحزن الشديد لغياب الإعلام السعودي عن أخبار بلاده وانفراده بها. هذه الضربات الإخبارية الحصرية تمنح الوسائل الإعلامية الناقلة لها مصداقية عميقة، وهي تتم عادة لسببين؛ أولهما رغبة مصدر الخبر في «تسريبه» للإعلام، والثاني وجود علاقة مفضلة للوسيلة الإعلامية عند مصدر الخبر.

هل الإعلام السعودي غير «أهل» للثقة حتى يكون مصدرا حصريا للأخبار ذات البعد العالمي؟ هذا هو السؤال المؤلم. ما الفارق بين مناخ ومؤسسات الإعلام في العالم الصناعي الأول وفي بلادنا. القدرات المالية والأنظمة التي تمكنها من الاندماج والتطور والاستثمار المتنوع والأنظمة التي تثق فيها وتحمي الحرية والإبداع. هناك توجه مهم جدا للدولة من «تمكين» الشركات والمؤسسات السعودية ومنحها الأولوية في كل مجال ممكن. فأرامكو لها الدعم وشركة اتصالات السعودية والبنك الأهلي التجاري والخطوط السعودية والمراعي وسابك وغيرهم، كل في مجاله ولكن على ما يبدو أن الإعلام غير متواجد في هذه البوتقة، لأن الإجراءات الهيكلية الإصلاحية المطلوبة في التشريعات والأنظمة التي يقوم عليها لتصبح صديقة أكثر لعالم الأعمال والاستثمار لم تحدث تماما كما طالت القطاعات الأخرى.

سيكون يوما مميزا عندما نرى وسائل الإعلام السعودية تعطى الفرصة والثقة للانفراد بأهم الأخبار عن بلادها، فهي نظريا من المفروض أن تكون الأعلم بذلك وتتناقل عنها وسائل الإعلام الدولية الأخبار. هذه النوعية من التحولات مكملة لمسار الرؤية العظيمة التي تعيشها البلاد وإعلام له مساحة من الثقة والجدارة سيعطي دافعا مهما للاعتمادية عليه، وبالتالي يمكن تسجيل بذلك المزيد من النقاط الإيجابية في الصورة الذهنية العامرة.