&عبدالله النعيمي&&

&سألني أحد الأصدقاء العرب قبل أيام عن أسباب دعم القيادة السياسية في دولة الإمارات للمرأة وحرصها الملحوظ على تمكينها في جميع المجالات، فوجدت حزمة من الإجابات تتبادر إلى ذهني، تصب كلها في مجرى واحد، هو إيمانها اليقيني بقدرات المرأة، واصرارها على تسخير هذه القدرات للنهوض بالدولة.


وتنادت إلى ذاكرتي مقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- رعاه الله - وصف فيها المرأة بأنها روح المكان، وهي سر الحياة، وبغيابها لا تبقى للجسد أي قيمة.

إنّ حرص القيادة السياسية على تمكين المرأة، هو في جوهره حرص على بث الروح في جميع المؤسسات، سواء أكانت حكومية أو شبه حكومية، أو قطاع خاص، أم تنفيذية، أو تشريعية، أو قضائية، لا يهم نوع المؤسسة، بل المهم أن تدب الروح فيها، وأن تنبعث الحياة فيها من جديد.

والجميل في الأمر، أن المرأة الإماراتية لم تفوت الفرص التي أتيحت لها، فكانت رهاناً رابحاً في كل مجال تواجدت فيه، فأحدثت فارقاً كبيراً يصعب على أي منصف تجاهله.

رفعت درجة التنافسية في العمل الحكومي، ودفعت الكثير من الموظفين الرجال إلى مضاعفة جهودهم للمحافظة على مناصبهم، وهذه ناحية بالغة الأهمية في كل مجال، فمتى غابت التنافسية، غاب الأداء.

قبل أشهرٍ قليلة أصدر رئيس الدولة حفظه الله قراراً برفع نسبة مشاركة المرأة في المجلس الوطني الاتحادي المقبل إلى 50 %، وأنا على يقين تام بأن هذا القرار سينعكس إيجاباً على أداء المجلس، وسينقل تجربتنا البرلمانية إلى مستوى آخر من الفرادة والتميز.