& هاني الظاهري

قبل أيام خرج على تويتر حساب محسوب على حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مشككاً في قدرة السعوديين على حماية أرضهم وثرواتهم ورد أي عدوان عليها عقب العملية الإرهابية التي استهدفت بقيق، زاعماً أن الشخص الوحيد القادر على رد العدوان الفارسي هو السلطان العثماني «سليمان القانوني» لكنه رحل!

هذه الدعاية التركية الخسيسة المتلحفة بأكاذيب «مطبلي» العصور الوسطى للإساءة للعرب لم تعد تعمل اليوم بشكل جيد، فالعالم أصبح قرية صغيرة وبإمكان أي شخص أن يستجلب السيرة الحقيقية لأي شخصية تاريخية عبر ضغطة زر، وبالتأكيد ليس من صالح «الديكة التركية» أن نكشف للناس حقيقة «سليمان القانوني» أو خليفة الجواري المخبول، لكننا مضطرون لذلك لتبيان مدى سقوط وقذارة وإجرام التاريخ «العصمنلي» الذي تتفاخر به هذه «الديكة».

ما لا يريد أتباع المشروع العصمنلي الجديد أن يعرفه الناس عن خليفتهم المخبول سليمان القانوني الذي يعد أشهر سلاطين الدولة العثمانية البائدة لُقب بالقانوني نتيجة نبذه الشريعة الإسلامية، إذ أصدر قوانين لإباحة الدعارة وتنظيمها أشهرها قانون «سنجق الغجر»، كما أصدر قانوناً يسمح للعاهرات في أدرنة وفيلبي وصوفيا بممارسة عملهن في الشوارع مقابل ضريبة شهرية رمزية يدفعنها للدولة، كما أصدر قانوناً يلغي الحظر الإسلامي عن الربا وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، وسمح بالرشاوى وفرض الإتاوات على الناس بشكل غير مسبوق، أما على المستوى الشخصي فقد كان مخموراً على الدوام ومهووساً بالجواري أسيراً لهن حتى سلمهن مفاصل الدولة وأصبحن الحاكمات الفعليات لها.

ومما اشتهر عن خليفة الجواري سليمان القانوني أنه رفض إنقاذ مسلمي الأندلس طاعة لجاريته «روكسلانا» الروسية اليهودية التي سلبت عقله، ودفعته لاحقاً لأن يقتل أبناءه وأحفاده خنقاً بيديه حتى يتفرغ لها ويضع حكمه بين يديها.

أما على مستوى علاقته بالأراضي العربية فقد تعهد خليفة الجواري لليهود (تحت تأُثير عشيقاته) بإقامة دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية انطلاقاً من مدينة الجليل وقد أصدر قراراً بتنصيب اليهودي جوزيف ناسي والياً على طبرية.

إجرام هذا السفاح المخبول لم يقف على قتله أبناءه وأحفاده، بل عم الأراضي العربية التي دخلها مرتزقته، حيث يذكر المؤرخ العربي ابن الحمصي في كتابه «حوادث الزمان» أن ما فعله القانوني وجنوده في مدينة دمشق من قتل وسرقة وانتهاك للأعراض يفوق جرائم المغول، أما المؤرخ العربي ابن كنان فيشير في كتابه «حدائق الياسمين» أن سليمان القانوني وجنوده خطفوا نساء العرب في دمشق وعروهن من ملابسهن في الشوارع، مضيفاً أن عدداً من النساء العفيفات هربن إلى جامع الحنابلة واختبأن فيه، فما كان من المرتزقة العثمانيين سوى اقتحام الجامع وتعريتهن بداخله انتهاكاً لأعراضهن.

أما علاقة خليفة الجواري سليمان القانوني بالفرس فقد تميزت بإرساله الأموال الطائلة للحاكم الصفوي لشراء الجواري واستعادة المعارضين الهاربين لديه، فبأي عين يكتب اليوم ديك تركي صغير في تويتر عن صد الفرس؟

لهذا ومن على شاكلته نقول التاريخ يعرف أن العرب وحدهم هم من أذاقوا الفرس الويلات وهم أيضاً من طردوا المحتل العصمنلي الجبان من أراضيهم.. فاخسأ يا صغير!