& عائشة المري

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن دولة الإمارات ودول العالم تدعم المملكة العربية السعودية وتقف بجانبها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، وترفض أي محاولة للعبث بأمنها والنيل من استقرارها، وتعتبر أن أي تهديد لها هو تهديد للأمن والسلم العالميين. وجاءت تصريحات الشيخ محمد بن زايد بعد تعرض المملكة العربية السعودية في 14 سبتمبر الجاري لهجوم استهدف منشأتين نفطيتين لشركة «أرامكو» شرق البلاد، هما مصفاة بقيق لتكرير النفط وحقل هجرة خريص. وإثر الهجوم أعلنت السعودية عن توقف إنتاج 5.7 مليون برميل نفط يومياً، أي ما يتجاوز نسبة 50% من مجمل إنتاج البلاد، وتبنت ميليشيا الحوثي الاعتداء وزعمت أنها نفذت العملية بـ 10 طائرات مسيَّرة. ويشكل هذا الاعتداء السافر ثالث عمل تخريبي من نوعه ضد منشآت نفطية سعودية خلال خمسة أشهر فقط، وهي اعتداءات تحمل البصمة الإيرانية

حتى وإن أعلنت ميليشيا الحوثي مسؤوليتها عنها، لكن الأدلة والشواهد تؤكد ضلوع إيران بشكل مباشر في هذا الاعتداء. وقد أعلنت السعودية توفرَها على أدلة تؤكد تورط إيران في الهجوم، وهو ما أكدته الولايات المتحدة متهِمةً إيران بالوقوف وراء العملية التخريبية. لكن المملكة العربية السعودية وبحكمتها المعهودة ارتأت انتظار انتهاء تحقيقات يجريها فريق مستقل من خبراء الأمم المتحدة لكشف الفاعل وتحديد الرد المناسب.
ويحمل تصريح الشيخ محمد بن زايد إشارة بالغة الأهمية على قوة ومتانة التحالف الاستراتيجي القائم بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات، وخاصة في الملفات ذات الصلة بالأمن الوطني والإقليمي، حيث يمثل المحور السعودي الإماراتي نموذجاً للعلاقات الاستراتيجية وللتوافق في الرؤى والسياسات والقضايا الإقليمية والدولية، بالاستناد إلى علاقة تاريخية تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، علاوة على ما يتقاسمه البلدان من رؤى للأمن الجماعي الخليجي والعربي، وفيما يخص التعاطي مع الأزمات التي تخلقها إيران في المنطقة، وضمنها الحرب في اليمن وغيرها من القضايا، والتعاطي المشترك في مواجهة الإرهاب والتطرف والدول الداعمة لهما مثل إيران.

إن المشهد السياسي في منطقة الخليج حالياً يتجاوز لعبة إيران التي تحاول جرّ دول المنطقة إليها بعد أن استدعت من أرشيف الثمانينيات «حرب الناقلات» في الخليج بقرصنة السفن وخطفها للموانئ الإيرانية وإطلاق الطائرات المسيَّرة من دول تسيطر على عواصمها، إذ تراهن طهران على أن خطر اندلاع الحرب المتوقع في أي لحظة من شأنه جعل دول العالم تدرك بأن العقوبات الأميركية عليها (أي إيران) كانت «خطوة كارثية»، كما أن خلق أزمة نفطية عالمية من شأنه إقناع الرئيس الأميركي بتخفيف العقوبات التي شلت الاقتصاد الإيراني!
لقد فتحت الأحداث المتسارعة المجال لشتى التوقعات، ومنها سيناريوهات المواجهة والحرب، وهي سيناريوهات غير محبَّذة لدى الدول المسؤولة والرشيدة في المنطقة، لكنها غير مستبعَدة إذا ما استدعت الحاجة توجيه ضربات محددة رداً على الاعتداءات الإيرانية. ومن السابق لأوانه الحديث عن خيار الحرب بانتظار انتهاء التحقيقات التي ستمنح الرياض وقتاً كافياً لتقييم الموقف والتشاور مع حلفائها في المنطقة لتحديد خيارات الرد.
وعوداً على بدء، فإن «شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة» كانت توصيفاً دقيقاً من الشيخ محمد بن زايد للتحالف والشراكة الأخويين القائمين بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. لقد أثبتت الاعتداءات على المنشآت النفطية السعودية وتطورات الأحداث في اليمن قوة ومتانة التحالف الإماراتي السعودي كتحالف مصيري باقٍ ودائم.

وهنيئاً للمملكة، قيادة وشعباً، في يومها الوطني الـ89.

&

&