&& &
النفط السعودي مصدر آمن للعالم.. إيران بائسة


جاء اعتداء إيران وميليشياتها فاشلا، عندما هاجمت منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص قبل أقل من أسبوعين تقريبا، وكانت تأمل أن يحقق هذا الرهان عدة أمور. أولها معاقبة الاقتصاد العالمي على العقوبات القائمة على صناعتها النفطية، وتأمل أن يتراجع بعض الدول عن قراراتها وتقبل النفط الإيراني، الذي سيأتي منقذا للسوق النفطية من الهبوط الحاد في كميات الإنتاج. الرهان الثاني كان على إثبات فشل المملكة، وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها العالمية ما يكبدها كثيرا من الخسائر. الثالث فشل القطاع النفطي السعودي في العودة بسرعة إلى السوق، وبذلك تفقد السعودية حصة كبيرة من السوق وتصعب عليها العودة بسهولة، ما سيشكل ضغطا على المالية العامة. واليوم وبعد أقل من أسبوعين أثبتت السعودية أن الرهان كان خاسرا، وأن إيران اليوم ومعها ميليشيات الغدر في وضع بائس خاصة مع الإدانة الدولية الواسعة وبدء بناء حلف دولي ضدها، وعليها الآن أن تعض أنامل الندم على فعلتها، وهي تنتظر يوما بعد يوم الرد وتود لو جاء سريعا حتى يكون أقل مما تحسب له، وهذا رهان خاسر أيضا وعليها أن تتوقع الأسوأ.
أثبتت السعودية من خلال شركة "أرامكو السعودية" أن أعواما طويلة من العمل والتدريب والاستثمار في الشباب السعودي والمهندسين الأكفاء استثمار ناجح، وتنمية لرأس المال البشري لم تذهب سدى. وكما أشار كبير محللى بنك "يوني كريديت" الدولي فإن التعهدات السعودية عقب الاعتداءات السافرة، بسرعة التعافي، جاءت من أرضية صلبة، وانطلاقا من ثقة قوية بالقدرات الإنتاجية، وتنوع برامج وخطط التعافي، ما يدعم التغلب على أي صعوبات طارئة تستجد على الصناعة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن عمليات شركة أرامكو السعودية استعادت طاقتها الإنتاجية للنفط إلى 11.3 مليون برميل يوميا، محققة تعافيا أسرع مما كان متوقعا بعد هجمات 14 أيلول (سبتمبر) وذلك قبل أسبوع من الموعد الذي كانت وزارة الطاقة قد حددته لذلك، فإنتاج النفط الخام من حقل خريص يبلغ الآن 1.3 مليون برميل يوميا، ونحو 4.9 مليون برميل من منشأة بقيق حاليا، وأشادت وكالات الأنباء العالمية بهذا العمل الجبار الذي ساعد -حسب ما ذكرت تلك الوكالات- على تراجع سعر النفط الخام بنحو 1.7 في المائة في بورصة لندن. هنا يتبين الرهان الخاسر الذي ذهبت إليه إيران، فمحاولة إيران معاقبة العالم على العقوبات باءت بالفشل، وبدأت الأسعار تعود إلى مستويات طبيعية، ولا حاجة ماسة إلى نفط إيران كي يوازن الأسعار، ولم يطلب أحد من العالم ذلك كما تمنى منفذو تلك الاعتداءات السافرة، ولم يبق لهم سوى الإدانة الدولية، وسوء العاقبة -بإذن الله.
تأتي استعادة السعودية مستويات الإنتاج المعمول بها حاليا وهي 11 مليون برميل كرد صاعق آخر على كل المحاولات البائسة لسحب حصة المملكة من السوق النفطية، فقد جاءت هذه الهجمات، كي تخسر السعودية حصصها النفطية إذا فشلت في العودة إلى السوق لمدة تصل إلى ستة أشهر، كما كان الإرهاب يأمل ذلك، لكن المملكة وشبابها وشركاتها أثبتت للعالم أجمع قدرة قطاع النفط السعودي على الحفاظ على مركزه وحصصه كأكبر مورد للنفط الخام في العالم، وأن ثقة العالم بقدرة هذا القطاع على تزويده بالطاقة لن تتأثر بأي مشكلات جيوساسية، فالمملكة كانت وما زالت تتوقع مثل هذه التصرفات الرعناء، وهي تعمل على حماية مصالحها بنفسها كما أثبتت الأيام، لكنها أيضا تريد أن يتحمل العالم مسؤولياته، ففاتورة إرهاب إيران تتزايد وعلى العالم أن يوقفها عند حدها.
كانت المملكة دائما عند تعهداتها بضمان استقرار الاقتصاد العالمي، وأثبتت الأحداث الاقتصادية التي مرت على العالم منذ الانهيارات المالية عام 2008، وما تلاها من ارتفاعات في أسعار النفط، ثم تراجع الأسعار حتى الانهيار والمملكة ملتزمة بعدم استخدام النفط، كأداة للضغط الاقتصادي أو السياسي أو إقحام هذه الصناعة في الصراع، ذلك أن مثل هذه التصرفات ستنعكس سلبا على الاقتصاد العالمي المنهك من جراء الحرب التجارية والأوضاع في كثير من دول العالم، وهو الأمر الذي أكده محللون أن السعودية تلعب دورا محوريا، سواء في منظمة أوبك أو علاقات الشراكة مع دول من خارج منظمة أوبك، وأيضا في التعاون مع الدول المستهلكة، خاصة الصين والهند والاتحاد الأوروبي، من أجل التنسيق المشترك لمصلحة استقرار السوق وازدهار الصناعة بما يعزز فرص نمو الاقتصاد العالمي.