مساعد العصيمي &&

«همة السعوديين كجبل طويق ولن تنكسر» ومن هذه المقولة العظيمة لا أحد يشك أبداً أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يقف على تفاصيل جبل طويق، رأسه ومنطلقه في نفود الزلفي بقمته الرئيسة الشامخة والمهيبة وحتى نهايته في الربع الخالي.. بل يدركون أنه يعرف أيضاً جيولوجيته والرقي الذي عاشه عبر التاريخ.

طويق الرمز الذي استشهد به قائد الرؤية السعودية المظفرة ليس مجرد جبل بل كيان عظيم ضربت به الأمثلة وتمثلت به روائع الشعراء، «ولو أن قلب طويق باح بسره.. لم يَعْدُ ما هو شَفَّ عنه مجلجلا»، وكان شأناً عظيماً له أن يكون رمزاً من رموز رؤية 2030 بعد أن استشهد به الأمير محمد بن سلمان.. وفخراً لكل سعودي، وشأناً متداولاً ومضرب مثل للتعبير عن العزة والأنفة والهمة والقوة.

هناك في أواسط نجد في الزلفي يعرفون طويق جيداً لا سيما وأنه قد ارتبط بحياتهم وكل سلالاتهم، وكان جزءاً من كيانهم وعيشهم.. وهذا الارتباط؛ لأن طويق يقف وسط هذه المدينة الرائعة ليرفع رأسه بكل شموخ أعلى رمالها العذراء ليكوّن منظراً جمالياً قلّ أن تجده في مكان آخر وسط التقائه بالروضة الغناء السبلة «التي تحمل تاريخاً مجيداً ارتبط بمؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي عقد أول مؤتمر سعودي الذي دعا إليه الإخوان في 27 مارس 1929م.. ومن ثم معركة السبلة التي انتصر فيها عليهم - طيب الله ثراه -».. ولا تقف عظمة طويق عند الروضة بل تنكسر قبل أن تبلغ رمال الثويرات العظيمة لتشكل بحيرة هي الأكبر والأشهر في نجد هي بحيرة الكسر.. تاركة للشامخ طويق حراستها مع الروضة والرمال كآخر مهامه في هضبة نجد.

تلك الأعجوبة التي جمعت بين الرمال والجبل والماء والخضرة.. هي هبة الخالق التي تنتظر أن تتزين رؤيتها بزيارة قائد الرؤية ونديم طويق البارع محمد بن سلمان، وحقيقة لم أجد كل منتمٍ لهذه المدينة الرائعة إلا ويتمنى أن يكون قائد الرؤية حاضراً ليقف أمام صرح طويق العظيم في بدء انطلاقته الجغرافية؛ كي يقفا على صخرة واحدة تجمع طويق وقائد طويق ونديمه محمد بن سلمان.

طويق بات رمز فخر وسؤدد بعدما ربطه سموه برؤيته العظيمة.. على تلك الأرض التي يشهد التاريخ بأنها محورية وفاعلة في مسيرة التأسيس لهذا الوطن العظيم.. لقد علا صيت طويق، وأصبح مضرب مثل تمت ترجمته للغات مختلفة من جراء ارتباطه بالهمة التي أعلنها الأمير.

محمد بن سلمان هو راعيها وجالب الخير لها.. وكل أرض السعودية الشامخة بيته وعرينه، رأس طويق باستقراره النهائي قد يجود التاريخ بالتقائه بمهندس الرؤية الفذ، فالعالم يريد أن يرى الجبلين العظيمين بجانب بعضهما.