& فاتح عبدالسلام&&

&

قضية تدفق المهاجرين عبر تركيا إلى اليونان ثمّ بقية أوروبا، تعود تدريجياً إلى الواجهة من خلال مؤشرات عدة، أهمها أنّ هناك أسباباً لعدم حسم ملف الهجرة، ومنها أنّ الازمات المتداخلة بين تركيا وأوروبا لم تصل إلى حلول، كما إنّ تركيا غير مطمئنة لمواقف أوروبا إزاء التعامل مع حزب العمال الكردستاني المحظور لديها، والذي يستعيد امكاناته في التأثير عبر تحركه العسكري العلني في بلدات سورية، وكذلك وجوده في جبل سنجار وجبل قنديل بالعراق.

كما أنّ الموجة الجديدة للاجئين السوريين بعد معركة إدلب الاخيرة تمنح لتركيا غطاءً في عدم إمكانية استيعابهم، وترك الباب مُشرعاً لهم لعبورهم نحو أوروبا.

اثينا قالت قبل أيام إنّ ثلاثة آلاف مهاجر عبروا من تركيا إلى اليونان، ثمّ طلب رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس من الرئيس التركي إردوغان خلال اجتماع في نيويورك التعاون من أجل وقف تدفّق المهاجرين غير الشرعيين، وكتب ميتسوتاكيس على تويتر: «أجريت محادثات ودية مع الرئيس إردوغان حول كل القضايا الرئيسية من الهجرة إلى قبرص إلى العلاقات الثنائية»، وأضاف: «اتفقنا على العمل معا لبناء مناخ أفضل لفائدة شعبينا واستقرار المنطقة»، وكأنّ الاتفاقية الموقّعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي لا وجود لها حول منع الهجرة، وأنهم يشرعون من جديد.

وبحسب تلك الاتفاقية التاريخية التي تحمست لإبرامها وسعت لإتمامها ألمانيا قبل سواها من الدول، أين تلتزم تركيا باستقبال كل لاجئ وصل منذ 20 آذار/مارس 2016 إلى اليونان.

وكان المستشار السياسي الألماني جيرالد كناوس، صاحب فكرة الاتفاقية، حذّر من فشلها، وأكد بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الألمانية، أنه يرى مؤشرات على وجود انهيار محتمل للاتفاقية مع تركيا، وقال: «في النصف الأول من عام 2017 قدّم لليونان نحو 9000 شخص عبر بحر إيجة وفي النصف الثاني ارتفع هذا العدد مرّة أخرى إلى 20 ألف شخص، إنّ التوجه واضح»!.

واعتبر الخبير الألماني الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين في الاتحاد الأوروبي بـ «غير مقبولة»، وقال إنّ من يعتقد بأنّ طريق البلقان مغلق أمام اللاجئين واهم.

الهجرة نحو أوروبا ورقة سياسية قوية توازي شن الحروب بالأصالة أو بالنيابة، وتلك الورقة تتحرك على الطاولة التركية بوضوح، مادامت الملفات التركية في سوريا ومنها المنطقة الآمنة، وكذلك التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط غير محسومة.