خالد السليمان

قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إن أي صحفي لا يشكل تهديدا للمملكة، وإن التهديد للمملكة هو ما حصل ضد الصحفي في القنصلية السعودية، هذا أبلغ تحليل يختصر الحادثة المؤلمة التي وقعت للزميل جمال خاشقجي، أما تحمل المسؤولية الشخصية بحكم موقع المسؤولية القيادية فهو موقف لافت من سموه، خاصة وقد اعتدنا على تخلي بعض المسؤولين عن تحمل مسؤولياتهم عند التنصل من أخطاء العاملين تحت إدارتهم!

ولا شك أن مقتل الصحفي خاشقجي قد شكل صدمة للسعوديين قبل غيرهم، كما أنه سبب ضررا بالغا لعملية تعريف العالم بمشروع رؤية الغد السعودي، كما شوه صورة كانت تتحسن بشكل رائع على مستوى العالم لمجتمع يتغير تحت قيادة أمير شاب ينظر للمستقبل بعين متفائلة، لكن كثيرا ممن تلقفوا هذه الحادثة لم ينتصروا للقانون أو للعدالة بل اعتبروها هدية هبطت عليهم من السماء ليذخروا بها أسلحتهم المصوبة طوال الوقت ضد السعودية والسعوديين!

ومثل هذه الحادثة أرتكب أفضع منها في العراق وأفغانستان وسورية وتحمل في بعضها مسؤولون في نفس الدول الغربية المسؤولية السياسية فيها وانتهت عند حد المحاسبة القضائية، لكن قضية خاشقجي سيست بشكل تجاوز كل حد بهدف الابتزاز والتصويب ضد مشروع رؤية المستقبل السعودي الطموح الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان!

وفي الشأن الإقليمي يحسب للأمير تأكيده على ميل السعودية للحلول السلمية في خلافاتها مع إيران والحرب في اليمن، فهذا منهج السياسة السعودية منذ عقود طويلة، ولم يسجل التاريخ أن السعودية بدأت حربا ضد أحد، لكنها مارست حقوقها في الدفاع عن سيادتها وسلامة مواطنيها، والأمير هنا يؤكد أن السلام خيار يملكه الجميع، لكن تجاهل السياسات العدوانية الإيرانية المضرة يؤدي إلى التصعيد الذي يدمر أي فرص للسلام ويضر بالاقتصاد العالمي بتهديد استقرار تدفق أهم مصادر الطاقة في العالم!

والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية التعامل مع الاعتداءات الإيرانية على جيرانها وتدخلاتها في المنطقة ودعمها للإرهاب والمرتزقة الذين يقاتلون باسمها في بؤر النزاع الإقليمية!

إطلالة الأمير من نافذة أحد أهم البرامج التلفزيونية الأمريكية وأعلاها في نسب المشاهدة لا شك أنها كانت إيجابية لإيصال الرسائل السعودية وتصحيح التشويه الذي سعت الدعاية المنظمة لبعض القوى المعادية إقليميا ودوليا لاستهداف المملكة به!