&خالد أحمد الطراح&&

&

&ثمة لغط كبير صاحب إنشاء مدينة صباح السالم الجامعية منذ «الثمانينات» حتى جرى افتتاح الجامعة اخيرا، فقد شهد هذا المشروع تفاؤلا قليلا وتشاؤماً كثيراً، بين المحيط القريب من البرنامج الانشائي ومحيط آخر قدم رأيا سلبيا على الايجابي، بين اطراف ذات علاقة بالمدينة الجامعية الجديدة وأخرى ليست لها اي صلة بالواقع! يعتبر مثل هذا الوضع عموما امراً اعتيادياً، للاسف، على مجتمع يتأثر بالإشاعة والأقاويل، فاقد عامل اهمية التثبت في البداية من صحة ما يدور حوله من حديث يحتمل الصواب والخطأ، فثمة قاعدة صحافية في كتابة الخبر مفادها ان الخبر في «انسان يعض كلباً وليس في كلب يعض انساناً»، فقد بدا واضحا ان هذه القاعدة حصدت لها جمهورا لم يفرق بين المضمونين!

استمعت يوم السبت (14 سبتمبر 2019) لحديث متناغم بين شخصيتين هما الدكتور قتيبة رزوقي (مدير البرنامج الانشائي في جامعة الكويت) والدكتورة انوار الابراهيم (نائبة مدير البرنامج)، فقد تناولا بأسلوب غير هندسي او بالأحرى بمزيج من المعلومات الهندسية المبسطة وحصاد سنوات من العمل حتى يرى حرم «جامعة الشدادية» النور، وهو فعلا مدينة جامعية متكاملة جمعت الطلبة في كليات مختلفة، وكذلك اساتذة وإداريين حالت بينهم مسافات حتى اصبح الجميع اليوم تحت مظلة واحدة، ليصبح لدينا موقع اكاديمي جديد جامع للكل، بدلا من التناثر هنا وهناك في دولة صغيرة بمساحتها، بغض النظر عن الموقع. قرأت الاخبار عن المدينة الجامعية الواعدة، ولكن لم ترتق المعلومات الى مستوى روايات ميدانية للدكتور قتيبة وانطباعات انسانية للدكتورة انوار، فقد تقاسم كل منهما الدور في الحديث المهني والعلمي بشكل واف. حقيقة، كان حديثهما مكملا لما ورد في مقال للأخت العزيزة الدكتورة موضي الحمود (11 سبتمبر 2019) «لقد اصبح واقعا جميلا»، حيث وثقت توقيع اول عقد تنفيذي للمدينة الجامعية الجديدة في 2011، تصحيحا لمعلومات مغلوطة عن تعثر انشائي للجامعة منذ 1986 او منذ صدور مرسوم الانشاء في 2004!

هناك نواقص وربما اخطاء كثيرة، وهذا لا يعني التوقف عندها وإنما معالجتها، فهذا المشروع الجديد لا يلغي ايقونة التصاميم، التي تستدعي الزيارة لجامعة كانت حلما وتحقق اليوم على اياد كويتية من الجنسين. تحتضن المدينة الجامعية الواعدة تقنيات حديثة ومتطورة، ولعل التحدي ليس في ما سيواجهه الطلبة، بقدر بعض اساتذة الجامعة الذين تعودوا على طرق تقليدية في الشرح و«الطباشير» بدلا من السبورة التفاعلية Smart Board. ليت بعض الكتاب يقرأون بتمعن التسلسل التاريخي للجامعة الجديدة وأي ملابسات اخرى عن الحرائق والجهات التي تحملت نفقات هذه الاخطاء، بمن في ذلك المسؤول عن اختيار مساحات المكاتب والتصميم لكل كلية، قبل ابداء رأي لا علاقة له بالحقائق، خصوصا ان كل كلية كانت تحت يدها حرية القرار في تحديد الاحتياجات والمساحات وليس البرنامج الانشائي! .
&