فاتح عبد السلام

لايمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬هروب‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثمانمائة‭ ‬من‭ ‬عائلات‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬من‭ ‬مخيم‭ ‬احتجاز‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بعد‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬التركية‭ ‬،‭ ‬وهناك‭ ‬تقارير‭ ‬تؤكد‭ ‬احتجاز‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬تلك‭ ‬العائلات‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ ‬ويرجح‭ ‬انّ‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬وخمسمائة‭ ‬عراقي‭ ‬من‭ ‬المحسوبين‭ ‬على‭ ‬داعش‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الاعداد‭ ‬المحتجزة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ .‬

الرئيس‭ ‬الامريكي‭ ‬تراتمب‭ ‬نفسه‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬انطلاق‭ ‬العملية‭ ‬التركية‭ ‬إنّ‭ ‬هناك‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬مجرمي‭ ‬داعش‭ ‬بالعالم‭ ‬في‭ ‬الاحتجاز‭ ‬وانّ‭ ‬القوات‭ ‬الامريكية‭ ‬نقلتهم‭ ‬الى‭ ‬مكان‭ ‬آمن‭ ‬خشية‭ ‬خروج‭ ‬الاوضاع‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬وهروبهما‭&&‬بسبب‭ ‬المعارك‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬دلالات‭ ‬كثيرة‭ ‬تجتمع‭ ‬عند‭ ‬حقيقة‭ ‬انّ‭ ‬التنظيم‭ ‬قيد‭ ‬الاحتجاز‭ ‬وانّ‭ ‬اطلاقه‭ ‬سائباً‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬رهن‭ ‬تطور‭ ‬الوضع‭ ‬والتوافق‭ ‬السياسي‭ ‬والتنسيق‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬سيؤول‭ ‬اليه‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬السوري‭ ‬والمناطق‭ ‬المتاخمة‭ ‬للحدود‭ ‬مع‭ ‬تركيا‭ ‬والعراق‭ .‬

التقارير‭ ‬الصحفية‭ ‬التي‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬عقلية‭ ‬نساء‭ ‬داعش‭ ‬المحتجزات‭ ‬مع‭ ‬اطفالهن‭ ‬تؤكد‭ ‬انهن‭&&‬متمسكات‭ ‬بالافكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬ذاتها‭ ‬ويحلمن‭ ‬بإعادة‭ ‬(‭ ‬مجد)‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بحوزة‭ ‬التنظيم‭ . ‬كما‭ ‬إنّ‭ ‬الاحتجاز‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬التثقيف‭ ‬وتنظيف‭ ‬أدمغة‭ ‬النساء‭ ‬والاطفال‭ ‬مّما‭ ‬علق‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أدران‭ ‬التطرف‭ ‬والذبح‭ ‬باسم‭ ‬الدين‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬جهود‭ ‬مؤسساتية‭ ‬كبيرة،‭ ‬مدنيةً‭ ‬وأمنيةً‭ ‬،لايبدو‭ ‬لها‭ ‬أيّ‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬الاحتجاز‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ .‬

لو‭ ‬صحّت‭ ‬رواية‭ ‬هروب‭ ‬عائلات‭ ‬داعش‭ ‬،‭ ‬فإنّ‭ ‬الوجهة‭ ‬المرجّحة‭ ‬للتسلل‭ ‬هي‭ ‬العراق‭ ‬،‭ ‬وقاطع‭ ‬نينوى‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬الانبار‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أقل‭ ‬وبعدها‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭.‬

ألم‭ ‬يكن‭ ‬العراق‭ ‬بحاجة‭ ‬لأولئك‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬قنصهم‭ ‬المندّسون‭ ‬بتوزيع‭ ‬منظم‭ ‬على‭ ‬أسطح‭ ‬البنايات‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬وبيدهم‭ ‬أوامر‭ ‬‬قتل‭ ‬حَمَلَة‭ ‬عَلم‭ ‬العراق؟

&