&عبد الرحمن النقبي

& إذا ما كان هناك أمر يقوم به أغلب مرتادي صفحات التواصل الاجتماعي، فإن ذلك الأمر هو تقديم النصائح للآخرين بشكل مستمر ومستفز!


بصفتي واحداً من المتواجدين في فضاء تويتر بشكل دائم، كثيراً ما أقوم بمراقبة وتحليل أفعال وردّات فعل المغردين تجاه كل ما هو جديد ومثار، ومن المفارقات الغريبة، أنك تجد مغرّداً يقوم بانتقاد كل فعل يقوم به مغردون آخرون، بينما تجده يقوم بالفعل «المشين» نفسه، وفي أحيان كثيرة بدرجة أكبر.

نوع آخر من الناصحين ينشط كثيراً عندما تكون هناك قضية رأي عام، أو حدث مشين أو ما يُسمى «فضيحة»، فيقوم مغرد لا يمتلك سوى حفنة من المتابعين، بنشر صورة أو مقطع فيديو يتعلق بخصوصية شخص ما، وعندها يتصدى الناصح الأمين، الذي قد يُتابعه عشرات أو مئات الآلاف من المتابعين بنشر تغريدات تُندّد بما قام به المغرد المغمور من نشر مادة مسيئة، ويقوم، دون وعي، بالمساعدة في نشر «الفضيحة» بدلاً من وأدها في مهدها!

&نوع آخر هو ذلك الذي ينتقد تصرف مغرد يمر بحالة نفسيه سيئة دون مراعاة لمشاعره، ما يؤدي إلى استفزاز الطرف الآخر ومفاقمة المشكلة بدلاً من المساعدة في حلّها!

تلك التصرفات موجودة وبكثرة، وهي تدل على قلة وعي وعدم دراية بتبعات مثل هذه التصرفات.

لو قام هؤلاء الناصحون بإتباع نصيحة واحدة من تلك النصائح التي يوُزعونها شرقاً وغرباً، نهاراً وليلاً، لتغيرت حياتهم وحياة من حولهم نحو الأفضل.

ليبقى تقديم النصائح للآخرين، أسهل بكثير من تطبيقها على أنفسنا.