&عبدالله بن بخيت

لم يعد أحد يستطيع أن ينتقد المملكة في مسألة حقوق المرأة، ليس لأنها أتمت كامل حقوقها، ولكن العزم والجدية في ذلك هما المعيار، تقدم أمم هذا العالم يجب ألا يقاس بالمسافة التي عبرتها تلك الأمم، ولكن يقاس بالاتجاه والسرعة، فقيام الأمم وتوحدها وأخذها بالتعليم والاحتكاك بالأمم الأخرى يتفاوت بين دولة وأخرى، لا يحق لك أن تتفاخر أمامي بأنك تحمل شهادة بكالوريوس لأني مازلت طالباً في المتوسطة، فارق العمر لا يمكن تجاوزه، بينما كانت الشعوب الإسلامية تغط في سبات العثمانيين العميق كانت الدول الأوروبية تجوب البحار وتجترح العلم وتسن قوانين التقدم وتتصارع مع التخلف الاجتماعي، لا يمكن للإنسان أن يغفل دور الزمن في إنضاج أي مشروع، إذا كان عمر المملكة لم يبلغ بعد المئة سنة، فبريطانيا مثلا بلغ عمرها أكثر من ثلاث مئة سنة منذ أن وضعت قدمها على طريق التنوير.

في خمس سنوات فقط قلبت المملكة الطاولة على التخلف، من كان يعيّر المملكة بالانغلاق والتشدد الديني أصبح خلف المملكة، لأول مرة أن&تصبح إنجازاتك عيوبك، لم يجد أعداء المملكة سوى سرعة تقدمها والتحول الكبير الذي يطالها مجالاً لنقدها.

حققت المملكة نقلة اقتصادية ونقلة اجتماعية غير مسبوقة، لم تذعن المملكة للأمراض المزمنة، نكات الجراح التي تصالح معها الاقتصاد السعودي وطهرتها وأخذت في علاجها، قضية التستر على سبيل المثال تحولت من مرض مزمن اعتاد عليه الناس كحقيقة غير قابلة للنقاش إلى قضية مفتوحة يتوجب علاجها مهما كان الثمن، انتشرت البطالة في كل الأزمنة الماضية حتى أصحبت مرضاً يعالج بالمسكنات، تحولت اليوم إلى مرض يجب مواجهته والقضاء عليه، "أرامكو" ذلك الصندوق الأسود الذي لا يعرف عنه أحد شيئاً، تُطرح اليوم في سوق المال لتبدأ مرحلة الشفافية الكاملة.

أسست المملكة وزارة للثقافة وهيئة للترفيه، عند قراءة مشروعات هذين الجهازين سترى مستقبل المملكة الثقافي والاجتماعي بوضوح، لم يخطر ببال أحد أن تتجه المملكة إلى السياحة كمورد اقتصادي فضلاً أن يكون مورداً اقتصادياً استراتيجياً، وأن يتحول كرم الشعب السعودي التقليدي من سمة انغلاق إلى سمة انفتاح على العالم، وأن تبعث الفنون السعودية التقليدية العريقة من سبات التحريم لتصبح جزءاً من سعادة الناس وأيامهم، وأن تجد الرعاية والتعهد.

حسب قيم العصر الحديث ومجد الإنسان أصبح تقدم المرأة معياراً لتقدم الأمم، كسبت المرأة السعودية حقوقاً لم تحققها أي امرأة في محيطنا العربي والإسلامي على مدى أحقاب طويلة، بعد أن كانت المرأة السعودية خلف معظم نساء العالم، أصبحت اليوم تتقدم قريناتها، وفي طريقها إلى مزيد من ذلك.