فاروق جويدة&

لا شك أن حالة الصراع بين القوى نفوذا في العالم العربي قد جاءت بقوى جديدة تبحث عن دور ونفوذ ومصالح، فمن كان يصدق أن تركيا سوف تعود مرة أخرى تتحدث عن النفوذ العثماني ودولة الخلافة، وتجمع حولها القوى المتطرفة لتعيد طرح هذه القضايا حتى لو كان الإرهاب طريقها لتحقيق أهدافها، ومن كان يصدق أن إيران يمكن أن يتسع نفوذها وتقف في ندية أمام أمريكا بل وتكون سببا في اختلاف مواقف الدول العربية ما بين فريق معها وأخر ضدها، وفي أخر المشهد.. تبدو إسرائيل تنتظر نهاية الصراعات ولديها أمل أن تكون صاحبة القرار في النهاية.


إن أمريكا مازالت تراهن على قضيتي البترول والسلاح، إنها حتى آخر لحظة مازالت تبحث عن أي فرصة ولو كانت ضئيلة في عالم البترول، حتى أنها وضعت يدها على آبار النفط في سوريا وإن انسحبت تماما، أما السلاح فهو قضية متشعبة ما بين الصفقات والتجارب، فشركات إنتاج السلاح الأمريكية هي التى تحرك القرار السياس.

الجانب الثاني غير الصفقات السلاح هي قضية هي تجارب السلاح، ولا اعتقد أن هناك مكانا في العالم كله شهد أكبر تجارب الأسلحة الجديدة غير العالم العربي.

إن أمريكا جربت كل أنواع السلاح في العالم العربي، بل أن أمريكا ساعدت إيران في تطوير ترسانتها العسكرية.

على الجانب الآخر تقف روسيا وقد حققت مكاسب كثيرة بالعودة إلى العالم العربي ولها الآن مشروعات ضخمة في مصر والإمارات والسعودية، وقبل هذا في سوريا ولم يعد الصراع هنا فقط على البترول أو السلاح ولكن الأرض أصبحت جزء أساسيا في لعبة الصراع الروسي – الأمريكي، يقفان الآن على حدود تركيا بدعوى حماية الأكراد رغم أن السلاح بين القوتين منطقة صراع لم تحسم أمام أسلحة جديدة تتنافس عليها الأسواق.

إن الحقيقة المؤكدة أن الحروب الأهلية في أكثر من دولة عربية قد دمرت هذه الدول وإن إعادة بناءها سوف يحتاج وقتا وأموالا واستقرارا، ربما تطلب بقاء الدول الأجنبية بخبراتها وأموالها وهنا يمكن أن نشهد مزيداً من الفراغ أمام حالة الضعف التي يعيشها العالم العربي، وهو يقف عاجزاً أمام دول شقيقة لم يستطع حمايتها وليس لديه الإمكانيات لكي يشارك في إعادة بناءها، هل هذا يعني أن العالم العربي سوف يبقي هكذا مكتوف الأيدي؟.

إن المسئولية قد تكون ضخمة خاصة إذا تراجعت موارد البترول وتغيرت قواعد أسواق السلاح، وربما شهد العالم حالة من التكدس في ترسانات الأسلحة ولم يعد لدى العالم العربي ما يغري القوى الأجنبية بالبقاء، وهنا سوف ترحل حشود الكبار ويتركوا الساحة كلها للمالك الجديد.. إسرائيل المستقبل الغامض والوريث الشرعي للاستعمار الجديد بوجهه القبيح وأساليبه الرخيصة فهل تكون إسرائيل هى الوريث الشرعي لأمريكا حين تغرب شمسها ويسدل ستارها؟.