&حمد الكعبي

آخر مؤتمرات القمة الإسلامية استضافته مكة المكرمة في مايو الماضي، تحت شعار «يداً بيد نحو المستقبل»، وتضمن إعلانه الختامي مواقف واضحة من التحديات والمخاطر والمعضلات التنموية، والتهديدات التي يتعرض لها العالم الإسلامي.
في إطار ذلك لا يوجد خلاف أو حتى تباين في وجهات النظر، إزاء القضية الفلسطينية، وأهمية الدفاع عن صورة الإسلام من شوائب كثيرة علقت به، بعد توالي موجات التطرف والإرهاب، وكذلك التضامن والدعم للدول الإسلامية التي تعاني من مشكلات اقتصادية صعبة،

أي أن القمة، ومنذ انطلاقها من المغرب، العام 1969، حافظت على تماسك خطابها، مع تقدير الاختلاف في المصالح بين هذه الدولة أو تلك.
قرارات قمة مكة، قبل شهور، لم تخرج عن قرارات للقمم السابقة، وإن تطرقت إلى مستجدات أنتجتها مختلف التطورات والأحداث السياسية، ومن بينها التهديدات المباشرة لحرية الملاحة في المنطقة، والاعتداءات على ناقلات النفط، ولا يزال «إعلان مكة» يشكل إطاراً نظرياً لأي تعاون إسلامي حقيقي، إذا كنا نتحدث في سياق وضع القرارات في صيغ تنفيذية وبرامج فعلية.

«القمة الإسلامية» التأمت في 14 دورة سابقة في دول عدة، بينها إندونيسيا، وباكستان، وماليزيا، وتركيا، وقطر، وهذه البلدان الخمسة، تعتزم الانضواء في تشكيل مصغر، واختارت ما يشبه محوراً، لا يبدو أنه تحت مظلة القمة الإسلامية بقدر ما يبدو خروجاً عليها، وهذا شأن يمكن فهمه في ضوء الاستقطابات الأخيرة في المنطقة، لكنه، يزيد حدة الخلافات في أكثر من اتجاه.
القمة الماليزية برعاية حصرية لقناة «الجزيرة» القطرية، والأزمة الخليجية كانت تسير إلى تسوية أو انفراج في الأسابيع الأخيرة، بعدما قررت الإمارات والسعودية والبحرين المشاركة في «كأس الخليج العربي 24» في الدوحة، فما معنى انعقاد قمة مصغرة في غياب السعودية، والإمارات، ومصر، وفي الوقت نفسه، الإشارة إلى أنها ليست بديلاً عن منظمة التعاون الإسلامي، كما قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد؟!
لقد اختارت القمة المصغرة «دور التنمية في الوصول إلى السيادة الوطنية» عنواناً لها، ورغم الصياغة المختلفة، فإن أياً من مؤتمرات القمة الإسلامية لم يُغفل هذا البعد، وما أنفقته السعودية والإمارات على مشروعات التنمية، يشكل موازنات دول، وبعضها في بلدان مشاركة في القمة الماليزية نفسها.

التكتل السياسي واضح، لكن توقيته غامض، على أن ذلك لن يغيّر من مكان قبلة المسلمين، ولا من مكانتها، ولا من المركزية الروحية للأزهر الشريف، ولا من طموح «الأخوة الإنسانية» في عالم إسلامي كـ«البنيان المرصوص».

&