أسماء الكتبي

الاحتجاجات الحالية في إيران ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة، وإن كان النظام في طهران قد أرجع تلك الاحتجاجات إلى أيدٍ خارجية، فهذا أمر طبيعي، فمعظم الاحتجاجات والثورات التي قامت حول العالم وليس في العالمين العربي والإسلامي فقط، أرجعت ـ حقاً أو باطلاً ـ للمحرك الأمريكي والاحتجاجات الإيرانية الراهنة، سواء تلك التي تطالب بالانفصال كما هي في الأهواز، أو التي تحتج على رفع أسعار الوقود، ما هي إلا عصا ترفع في وجه ظهران، يرى فيها المراقبون رسالة حتى ترفع يدها عن اليمن، ما دامت احتجاجات لبنان والعراق لم تجديا نفعاً، وذلك ليس حباً بالسلام في اليمن، لكن استعداداً لما سيأتي لاحقاً.

وبالرغم من أن تلك الاحتجاجات أسقطت قدسية الولي الفقيه الوهمية في إيران، كما سقطت قبلها في العراق ولبنان، لكنها قد لا تسقط نظامه، كما لا يعول عليها كثيراً لإسقاط أنظمته في العراق ولبنان، فدور الملالي في المنطقة لم ينته بعد، فهو مرسوم ليستمر 50 عاماً على الأقل، مثل دور الشاه في الفترة بين عامي 1925 و1978 التي احتل خلالها الأراضي العربية الأهوازية، وأجزاء من العراق وجزر الإمارات، أو قد يستمر مئة عام، ذلك أن تلاشي آثار الكوارث الطبيعية يحتاج لأعوام مئة. وحينها حتى البترول سيكون قد انتهى من المنطقة، ناهيك عن دوره كسلاح استراتيجي.

وعليه أرى أن التهليل العربي كلما قامت مظاهرات في إيران، قد لا يكون صحيحاً، لأن إيران كل مرة تقضي على المظاهرات بطريقة أو بأخرى، كأن تمتص غضب الشارع، أو تستعمل العنف الدموي أحياناً ضده، وقد أصبح واضحاً أن ثورات الربيع لا تحصل إلا في الدول العربية فقط.