&رائد برقاوي

يملؤك التفاؤل بمستقبل مشرق عندما يتسنى لك حضور الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات.. لماذا؟
«لأن الإمارات غير»، فجل حديث ونقاشات المسؤولين التي كانت شفافة وصريحة ومباشرة، ليس عن المنجز فقط؛ بل عن الآليات والخطط المطلوبة لعبور التحديات (التوطين، المناطق الحرة، ازدواجية المشاريع، الخصوبة، البيئة، الصحة، التعليم) التي يراها بعضهم صعوبات، لكن هنا في دولة الإمارات هي فرص يجدر توظيفها باقتدار.
حديث المسؤولين عن الملفات الوطنية أمام القيادة في اجتماعات هذا العام، ركز على أن الإنجازات التي تحققت، وهي كثيرة جداً في مقاييس العالم ومعايير مؤسساته، بالنسبة للإمارات شيء من الماضي، وعلى الجميع اعتبارها قاعدة للبناء عليها نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
هكذا تريد القيادة من المسؤولين الحكوميين التفكير والتعاطي مع المنجز المحقق، فلا وقت للسكون والعيش على أمجاد الماضي والحاضر، فالقافلة مستمرة والزمن لا ينتظر، وما تحقق مجرد بداية لنموذج عظيم حققته دولة الإمارات، التي تأمل أن ينتقل إلى دول المنطقة بأكملها لتحقيق الازدهار لشعوبها.

جلسات جانبية وحوارات مكاشفة بين المسؤولين ومختلف أطياف المجتمع سبقت الاجتماعات الحكومية لهذا العام. ماذا تريد شرائح المجتمع من الحكومة؟ وكيف ترى المستقبل؟ وأي مستقبل ترغب به لأبنائها، وماذا تريد الحكومة من المجتمع، وكيف يمكن تفعيل دور الجميع لبناء مستقبل دولة الرفاهية؟

ترؤس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رعاهما الله، الاجتماعات السنوية للحكومة رسالة مباشرة بأن العملين الاتحادي والمحلي يحظيان بدعم القيادة ومتابعة تفاصيلهما بدقة، وأنهما متكاملان لا ينفصلان وإن تنافسا، ويقودان القطار نحو تنمية مستدامة هدفها دولة الإمارات.
الاجتماعات التي جمعت أولياء العهود مع الوزراء وكبار المسؤولين رغم جدولها المزدحم من الصباح إلى المساء كانت فرصة عظيمة للالتقاء الشخصي بين 500 مسؤول من الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، فهؤلاء هم من يوفرون الخدمات للمجتمع وللاقتصاد الوطني وعليهم التحاور. وهؤلاء هم من يحملون على عاتقهم تقدم الدولة وتنافسيتها وخصوصيتها وانفرادها.
من حضر الاجتماعات أدرك فعلياً، بالأرقام والوثائق، كم هي عظيمة المكانة التي باتت تبلغها الإمارات بالإنجازات التي تحققت، وكم هي كبيرة طموحات قادتها للمرحلة المقبلة، فالمريخ بعد الفضاء وهو على بعد 8 شهور من الوصول إليه بمسبار الأمل بأيدٍ إماراتية، و«إكسبو»؛ حيث يلتقي العالم عندنا يلتئم بعد أقل من عام، وتعظيم الاستفادة من آخر برميل نفط يتحقق من الآن عبر شركتنا الوطنية «أدنوك»، والتوازن في سياستنا الخارجية المبني على منجز محلي فتح أبواب 180 دولة أمامنا من دون مفاتيح، ويد الإمارات ممدودة للعالم كأكبر مانح للمساعدات مقارنة بحجمها، متواصل ومقدر عالمياً.

الإمارات بنموذجها التنموي الفريد تقول للعالم إن قيمة الدول وتأثيرها لم يعودا يقاسان بمساحتها وعدد سكانها؛ بل بمنجزها وما تقدمه للبشرية جمعاء، بالمال والعلم والمعرفة والبيئة والصحة، والأهم من كل ذلك بالإنسانية.
هكذا أراد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للإمارات أن تكون. وهذا ما تحقق ويتحقق يومياً وكل ساعة من الزمن، ومن المؤكد أن القادم أفضل، لأن رؤية القيادة واضحة وعزيمة الشعب ثابتة..
حفظ الله الإمارات..&