&منى بوسمرة&

فيما تنشغل دول الإقليم وكثير من دول العالم في أزمات قادمة من الماضي، وفي صراعات حزبية وطائفية، تهدر الطاقات والموارد البشرية والمادية، تشق الإمارات لنفسها طريقاً فريداً للمستقبل بثقة وثبات يثيران الدهشة والإعجاب.

تمضي في ذلك الطريق من دون أن تحيد عن تراثها وقيمها وعروبتها، بل نجحت أكثر من غيرها، وربما تكون الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت أن تقدم صورة حضارية مثالية للعالم عن المنطقة، وقدرة شعوبها على المساهمة في خدمة البشرية واستئناف الحضارة؛ لأنها عرفت كيف تستثمر مواردها وطاقاتها لخدمة شعبها وتطورها.

وليس مهماً أن تمتلك الثروة والموارد للتقدم والنمو، فكثير من الدول تمتلك ذلك وأكثر من الإمارات، لكن المسألة في الإدارة كما قال محمد بن راشد، وهي مسألة تمتاز بها الإمارات؛ لأن قيادتها صاغت في وقت مبكر رؤية فريدة لمستقبل الوطن، وجعلت جلّ همّها خدمة شعبها، من دون أن ترفع الشعارات البراقة، بل العمل الذي ينفع الناس.

في النسخة الثالثة من الاجتماعات السنوية للحكومة على المستويين الاتحادي والمحلي، تأكيد على ذكاء الإدارة وفهمها للواقع واستشرافها للمستقبل والمتغيرات المتوقعة، والتحام وطني بين القيادة والشعب في حالة من التفكير الجماعي الذي يحدد الأهداف ويبدأ التنفيذ فوراً.

المهم والجميل في الاجتماعات أنها اطمئنانٌ على المستقبل ومنه، فلا خوف ولا مفاجآت؛ لأن كل شيء محسوب، فالطريق معبدة بالخطط والخدمات الاستباقية، والمهارات والخبرات التي تحول التحديات إلى فرص إيجابية، فلا تراجع أو توقف بل سير متواصل نحو العلا، ومواجهة واختراق الصعاب للوصول إلى القمة والبقاء عليها.

هي علاقة الثقة والانتماء بين القائد وشعبه، في نموذج استثنائي حقق نهضة استثنائية، بفريق عمل إداري يجسد نموذج الدولة في الاتحاد والرؤية الموحدة، فأبدع في تطوير جودة الحياة بمشاريع فريدة وبناء اقتصاد تجاوز تأثيره الحدود إلى العالم، حتى صار واحداً من أكثرها فاعلية وحيوية.

في مخاطبتهما للاجتماعات، حدد محمد بن راشد ومحمد بن زايد مسار العمل الحكومي، ليس فقط للعشرية القادمة، بل وصولاً إلى مئوية الإمارات في 2071، وهو مسار عريض يستوعب كل الخطط والأهداف والرؤى الشاملة والمتكاملة لتحديد ملامح مستقبل الوطن وتعزيز تنافسيته العالمية واستكمال المسيرة بقيادة خليفة بن زايد.

ما دامت كافة المبادرات موجهة لتحقيق هدف واحد هو خدمة المواطن والمجتمع، وتعزيز التكامل الحكومي ليكون منهجاً وثقافة في العمل الوطني، فأبشروا، لأنكم لستم في وطن السعادة فقط، بل في وطن المستقبل، وهي بشرى أكدها محمد بن راشد لشعبه بقوله «أن دولة الإمارات ستبقى دائماً في القمة؛ لأنها تمتلك أفضل فريق للعبور بها نحو المستقبل».