&مها الشهري

زمن المرأة، وصف سمعناه كثيرا ونحن نعايش الحالة الفارقة التي غيرت جميع المضامين في حياة المرأة، ونقلتها من الوضع الذي كانت تعامل فيه كدرجة ثانية عن الرجل وساوتها به أمام ذاتها والأنظمة سعيا في تحقيق العدالة الاجتماعية، بعد أن كان القائد والمتحكم في شكل العلاقات التي تربطه بالنساء من حوله، بينما لا تزال هذه الحالة تعاني من أجل إثبات دورها ووجودها، وهي الحالة اللامعيارية التي تغيب فيها الكثير من المفاهيم والقواعد، لكنها تمهد لمستقبل أفضل تكون المرأة فيه شريكا فاعلا لا تابعا، وتصبح العلاقات أكثر استقرارا في المستقبل إذا تزامن معها تزايد الوعي، على جميع نواحي الحياة.


قد تقود الفكرة إلى الشعور بأن ما يحدث يصور بأن المرأة ستعيش في حالة من التفاضل مع الرجل بل وربما تتفوق عليه، لأن التوقعات الجمعية قائمة على مفهوم الضدية في الأصل، وهذا غير صحيح، بالرغم من أننا نشهد انقساما واضحا في الرأي بين ما يحارب من أجل إثبات حق المرأة ومن يفعل الشيء ذاته على القطب المضاد ليثبت أن للرجل حقا مسلوبا!

أن يحصل أحد الجنسين على حق، فلا يعني أنه استلاب من الجنس الآخر، وليس من المعقول أن نربط تمكين المرأة بانتهاء دور الرجل، لأن الأمر لا يفهم بهذه الطريقة، حيث إن دور الرجل يبدأ الآن ويتحدد في مستوى قدرته على التعامل مع المرأة بمعايير مختلفة ومتناسبة وتغيير مفاهيمه عن الشكل التقليدي لطبيعة العلاقة التي تربطه بالمرأة سواء كانت أمه أو أخته أو ابنته أو زوجته، ذلك بالخروج عن نظرية التبعية أو النزاع على حالة إثبات التفوق، لأن الواقع يفرض على الرجل أن يكون شريكا حقيقيا ومسؤولا، فالدور الحقيقي هو الدور التكاملي الذي يشارك فيه كل من الرجل والمرأة في بناء علاقاتهم، ولكل منهما مسؤولياته التي يجب أن يؤديها ليكون شريكا في تقديم الدعم والنجاح وتشارك المودة.

&