&محمد الحمادي

&صحفي وكاتب ومتحدث وإعلامي، يتولى حالياً رئاسة تحرير صحيفة الرؤية ومنصاتها الرقمية، وهو المدير التنفيذي للتحرير والنشر السابق في شركة أبوظبي للإعلام ورئيس التحرير السابق لجريدة الاتحاد. يحظى بعضوية العديد من المنظمات والجمعيات، حيث أنه رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية بدبي وعضو مجلس الاستشاريين في قناة سكاي نيوز عربية (أبوظبي). حصل على العديد من الجوائز، منها: جائزة شخصية العام الاتحادية من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ووسام وزير الداخلية لخدمة المجتمع، وجائزة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعمل الإنساني. صدرت له 4 كتب هي: زمن المحنة (2008)، وديمقراطية الإمارات (2009)، وخريف الإخوان (2016)، والمقاطعة (2018).

ما يميز الإمارات أنها تهتم بتفاصيل الأشياء، وأنها تنفذ كل شيء بحرفية ودقة، والأهم أن ذلك يتم باستمرارية تصاعدية، فقد عشنا يوم أمس احتفال الإمارات بيوم الشهيد احتفاء وتكريماً لرجال قدموا أرواحهم فداء للحق والخير، فنالوا الخلود وشرف الشهادة، فمنذ أشرقت الشمس حتى بعد غروبها حديث المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات هو عن شهداء الإمارات الأبطال الذين يتذكرهم الجميع بكل فخر واعتزاز وتقدير.

لقد تابعت يوم أمس وسائل التواصل الاجتماعي وإعلامنا المحلي، وكان واضحاً الاحتفاء بالشهيد، والأهم من ذلك أنني لاحظت كما لاحظ كل مواطن أن الجميع في يوم الشهيد يستذكر شهداء الوطن، ويقف الكبير والصغير إجلالاً لتضحيات أولئك الرجال في ميادين الرجولة والإباء، فالشهيد في الإمارات حي لا يموت، حي بذكره الدائم وحي بتكريمه وحي برعاية عائلته الذين يفتقدونه كثيراً، لكن الدولة لا تجعلهم يشعرون بأي نقص، وهو حي بما قام به من بطولات وما واجهه من مخاطر ليبقى الوطن آمناً وتبقى المنطقة في سلام. وأكثر ما يدعو للفخر بعد ذلك الشهيد هم أسر الشهداء، فأم الشهيد مدرسة في الصبر والاحتساب ووالد الشهيد مدرسة في الوفاء والولاء للوطن والقيادة وأبناء الشهيد يسيرون على خطى آبائهم في حب الوطن والالتزام بحبه والولاء له والتضحية من أجله، فكم الإمارات محظوظة بهذه النماذج المضيئة في حب الوطن والسامية في التضحية والعطاء، ومثل هؤلاء لا ينساهم الوطن ولا القيادة، فحرص جميع الحكام يوم أمس وفي كل عام على المشاركة في يوم الشهيد يعكس مدى اهتمام القيادة واحترامها وتقديرها للشهداء وأسرهم، وهو تقدير دائم لا يتوقف ولا ينتهي لرجال سطروا أسماءهم بحروف من نور فكتب لهم الخلود.

لقد كان جنود الإمارات رسل سلام في كل مكان حلوا به في هذا العالم، وسيبقون رسل سلام، وشهداؤنا هم شهداء سلام لأنهم ينشرون الخير والسلام، وبسلاحهم يدافعون عن المظلوم ويعيدون الحق لأصحابه ويقفون مع من يستجير بهم، ثم يرحلون بسلام.