فاتح عبدالسلام
الطبقة السياسية في العراق التي كان عليها أن تدرس كيف تقلل مشاكلها الموروثة من عهد المعارضة ، الواحدة تلو الأخرى، تحت تغطية باذخة وسخية لم ينلها أحد سابقاً من الدعم الدولي الامريكي ، انتكست سنة بعد أخرى في محيط ضيّق تشبه الجغرافيا الصغيرة المنبوذة من الملايين في المنطقة الخضراء .
اليوم ، هناك مشكلة مستحدثة لم تكن في حسبان تلك الطبقة هي اختيار رئيس حكومة جديدة ، يكون ،كما يقولون (مستقلا) ومقبولاً من الاحزاب والشعب معاً ، وهذان نقيضان لا يلتقيان وليس بينهما اجماع على شيء مطلقاً ، فكيف سيكون الحال ؟
أولاً، هناك أكذوبة كبيرة في الوضع العراقي جرى ترويجها بقوة من الذين، انفسهم لا يصدقونها أبداً ، تقول انّ المسؤول السابق كان مستقلاً وانّ اللاحق سيكون مستقلاً أيضاً .
ذلك انّ الطبقة السياسية لا تزال تعيش وتتمثل أجواء التخادم بالمصالح ، وإلاّ ما أصبح حالها هكذا تتحرك&&كقط في الظلام في حين يهتف الشعب كله في الشوارع والساحات تحت ضوء الشمس بشعارات تريد تغيير الحال من أقصاها الى أقصاه، كون انّ اليأس أصاب الجميع من امكانية التعديل والتصحيح في أي مسار من مسارات البلاد . الدخول&&بات مؤكداً في نفق اختيار&&(الشخصية المستقلة) من نفس المعجن السياسي، وهذا يضيف مشكلة جديدة لمشاكل الطبقة السياسية المهترئة والمهزوزة والتي تواجه استحقاقات لا تقدر على تلبيتها في الواقع .
السياسيون الذين فشلوا عبر فرصة زمنية ، أمدها&ست عشرة سنة، في منح مواطنيهم حياة تتناسب مع ثروات البلاد الهائلة ، يفشلون في الاصغاء الى مطالب الشارع في التحرر من ظلم الفاسدين المتسيّدين ، لذلك ستكون المرحلة المقبلة أكثر عنفاً واقتراباً من (المجهول) الذي يخشونه في الغرف المظلمة ، وهو أمر لا محالة آت ، عاجلاً أو آجلاً .
التعليقات