&&أمين ساعاتي&


بعد أن انتهت الفترة التي حددتها شركة أرامكو السعودية للاكتتاب فيها، يمكننا أن نتحدث عن أهم النتائج الإيجابية التي حققها الاقتصاد السعودي، من خلال تجربة طرح أكبر شركة بترولية في العالم للاكتتاب العام.
والبداية أن رانيا محمود نشار، نائب رئيس مجلس إدارة "سامبا كابيتال"، أوضحت أن حجم الإقبال الكبير من قبل شريحة الأفراد، الذي رافق عملية الاكتتاب منذ اليوم الأول حتى ساعتها الأخيرة، يبعث على الفخر، ويعد - بكل المقاييس - مؤشرا على نجاح الاكتتاب وعلامة ثقة تضيف كثيرا إلى سمعة ومكانة شركة أرامكو السعودية، محليا وعالميا، وحضورها المتصدر لقطاع صناعة النفط والطاقة في الأسواق العالمية، ويؤكد صواب وعمق القرار الاستراتيجي الذي صنع هذه اللحظة التاريخية في تاريخ اقتصادنا الوطني، الذي وضع الاقتصاد السعودي جنبا إلى جنب مع كبريات الاقتصادات العالمية.

تجاوزت القيمة الإجمالية لاكتتابات الأفراد 49.1 مليار ريال، وزعت على 5.056.000 مكتتبا، وبلغ عدد الأسهم التي اكتتبوا فيها 1.537.107.430 سهما، حيث تم تغطية كامل الأسهم المخصصة للاكتتابات، فيما بلغت اكتتابات المؤسسات 397 مليار ريال.
إن كل المؤشرات تؤكد وجاهة وأهمية هذا القرار التاريخي، الذي يدل على أن الحكومة التي اتخذت القرار، حكومة واعية ومدركة لكل أبعاد هذا المشروع الكبير، لذلك جاءت فكرة طرح أسهم الشركة محققة فكرتين أساسيتين، تأكيد ثقة المواطن السعودي باقتصاد وطنه، باعتباره أحد الاقتصادات الناشئة القادمة إلى ميادين الاقتصاد العالمي، وكذلك تأكيد قوة شركة أرامكو، كأكبر شركة بترولية على مستوى العالم.

ونؤكد أن تأثير شركة أرامكو في سوق المال السعودية، لن يتوقف عند نجاح فترة الاكتتاب، بل إن وجود الشركة في السوق السعودية سيدعم سوق الأسهم السعودية، وسيغير من مركز "تداول" لتصبح من أكبر عشر أسواق في العالم من حيث القيمة السوقية، بل سيكون وجود الشركة في سوق المال السعودية عاملا من عوامل جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية للسوق السعودية، كما أنه سيكون دليلا قويا على جاهزية النظام الاقتصادي السعودي لطرح مثل هذه الاكتتابات الكبيرة. وبهذه المناسبة، نهيب بالاقتصاديين ورجال الأعمال السعوديين، أن يستعدوا لخوض مرحلة جديدة من مراحل تطور الاقتصاد السعودي وخروجه من المحلي إلى العالمي، بل نراهن أن الاقتصاد السعودي لن تواجهه صعوبات في الحصول على مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
كل هذه المؤشرات، تؤكد أن الخطوة الجريئة التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع إعلان رؤية السعودية 2030، المتمثلة في فتح مجال الاكتتاب والاستثمار في شركة أرامكو السعودية، ستكون خطوة محورية للاقتصاد الوطني السعودي على طريق بناء اقتصاد قوي بأجنحة دولية جاذبة للاستثمارات الأجنبية. والحقيقة أن أهم ما يعنينا من مشروع طرح 5 في المائة من رأس المال للاكتتاب، أننا أثبتنا للإعلام الغربي، الذي ظل يشكك في مشروع الاكتتاب، أن كل المزاعم التي نشرها دحضت وثبت بالدليل القاطع أن المشروع حقق نجاحا فاق التوقعات.

الإعلام الغربي، لاحق شركة أرامكو ببعض التهم التقليدية التي لا ترتقي إلى مستوى النقد الشفاف النزيه. ومن التهم الباطلة، أن الهدف من طرح الاكتتاب في "أرامكو"، سحب الأموال النقدية من السوق المحلية، وهذه فرية ساذجة وغير مقبولة، فالشركة تطبق أعلى معايير النزاهة والشفافية، وسيكون فيها بعد الاكتتاب مجموعة من المستثمرين الدوليين، ومجموعة كبيرة من الخبراء والعلماء، الذين يعرفون كيف تدار مثل هذه الشركات العالمية على مبادئ الحوكمة وبأعلى المعايير الدولية.