منى بوسمرة

&كنا نستورد المعرفة، واليوم نصدرها، كنا نستورد البيانات، واليوم نصدر تحليلها، كنا نستورد الإدارة، واليوم خبراتنا مطلوبة في العديد من دول العالم. هذه هي الإمارات، قلب نابض بالحياة، منفتح على المستقبل، بطموح لا يتوقف، تجاوز استئناف الحضارة إلى المشاركة في صياغة مستقبل العالم.

على مدار الأسبوع الحالي تستضيف دبي وأبوظبي مؤتمرات ومنتديات محلية وعالمية يشارك فيها آلاف الخبراء وصُناع القرار والمسؤولين من مختلف الدول للبحث في مستقبل العالم والتحديات التي تواجهه واقتراح الحلول وصياغة التصورات التي تسهم في تحسين مستوى حياة البشر.

وعلى ما يتوهج به هذا الأسبوع من فعاليات بالغة الأهمية، فإنه ليس استثناء في الإمارات، لكنه أسبوع حافل بالأفكار الحيوية التي تتناول مستقبل الإنسان على هذا الكوكب، أخذت فيه الإمارات على عاتقها التصدي لقضايا تشغل بال العالم وأمسكت زمام المبادرة في معالجة قضايا دولية، مثل انعكاسات التقنيات الجديدة على حياة البشر، وتسهيل ممارسة الأعمال، وقضايا الفقر والجوع وندرة المياه، مستنسخة تجربتها في قضاياها المحلية عبر الخلوات الوزارية أو جلسات العصف الذهني والتفكير الجماعي، لاجتراح حلول عالمية للقضايا الملحة، لإيمانها بأن ذلك واجب تفرضه الأخوة الإنسانية.

من هنا تواصل الإمارات نجاحها وتواصل إعادة اكتشاف نفسها، عبر الاستفادة من الفرص والتكيف مع المتغيرات التي تفرضها التحولات العالمية سواء الاقتصادية أو التكنولوجية، واعتماد سياسة المرونة في وضع الخطط التي تمكنها من تبني التغيير الإيجابي الذي يصل إلى الأهداف ويعظمها، وما منتدى الإمارات الاستراتيجي السنوي إلا أوضح مثال على تلك السياسة التي تتوقع سيناريوهات المستقبل على مستوى إقليمي وعالمي من أجل وضع السياسات واتخاذ القرارات حتى أصبح على مدار دوراته الاثنتي عشرة منصة عالمية لاستقراء المستقبل.

&فالنجاحات تولد نجاحات أكبر حيث استطاعت الإمارات أن تكون دولة رائدة في التحول نحو التقنيات الرقمية الجديدة، وهي الأولى عربياً والرابعة عالمياً في هذا الإطار، حتى غدت مختبراً عالمياً في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والجيل الخامس من الاتصالات وتقنيات النقل فائق السرعة (هايبرلوب)، وإنترنت الأشياء، والمعاملات الرقمية (بلوك تشين)، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي وغيرها، والتي جعلت مؤسسات مثل «دبي الذكية» و«أبوظبي الرقمية» وبرامج مسرعات المستقبل وغيرها تجربة ذات بُعد عالمي في التحول الرقمي في كافة مجالات الحياة.

هذه النجاحات جعلت دبي وأبوظبي مقصداً للخبراء والشركات العالمية والناشئة والمواهب والمبدعين الساعين للاستفادة ليس فقط من بيئة الأعمال المثالية والعائد الربحي، بل للاستفادة من الخبرات التي راكمتها الإمارات وجعلتها في قائمة أقوى الدول وأكثرها تأثيراً في العالم، حتى صارت أرضاً للمواهب والابتكار.

في مثل المؤتمرات التي تشهدها الإمارات طوال العام، وتبلغ ذروتها مع نهايته نرصد جهداً كبيراً على تصميم المستقبل وفقاً لأدواته، ومن مجمل ما سبق نفهم أن كافة الجهود موجهة بالأساس نحو تنفيذ رؤية محمد بن راشد ومحمد بن زايد ليكون اسم الإمارات مرادفاً للعلم والمعرفة والابتكار والفرص والسعادة والتسامح؛ لأن البرامج التي تنتهجها حكومة الإمارات كلها تصب في تنفيذ تلك الرؤية وحشد الجهود لأن تصبح الإمارات مركزاً عالمياً رئيسياً منتجاً لبحوث المستقبل وصناعاته ومختبراً علمياً لغد البشرية.