صفوق الشمري

انضمت ست من الدول المنافقة الأوروبية وهي: «بلجيكا والدنمارك وفنلندا والنرويج وهولندا والسويد» لآلية «إنستكس» للتبادل التجاري مع إيران، في الوقت الذي تقوم السلطات الإيرانية بقتل المتظاهرين السلميين في أرجاء إيران!. حكومات تدعي الحفاظ والدفاع عن حقوق الإنسان، وأنه من أولوياتها، تبدأ التجارة مع إيران في الوقت نفسه الذي قتل فيه أكثر من 161 إيرانيا وآلاف الجرحى وآلاف المعتقلين، لم تبرد بعد جثث القتلى ولم يتم دفنها، وتقوم دول تدعي حقوق الإنسان بمكافأة النظام الإيراني على هذه الجرائم بالانضمام لآلية التجارة معه!.

ورحبت دول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بحرارة بالخطوة التي تعتبر مكافأة لإجرام النظام الإيراني، بينما لو يعطس شخص في دول الخليج، ولم يجد منديلا لأعلنت هذه الدول بيانات الشجب والاستنكار وحقوق الإنسان، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالسعودية!.

كلنا يعرف مواقف هذه الدول وحملاتها على المملكة، بمواضيع حقوق الإنسان ووقف الصفقات، وأيضا ردودها في قضية جمال خاشقجي -رحمه الله- مع أنه كان خطأ بدون إذن القيادة، بينما تتم مكافأة النظام الإيراني في الوقت نفسه على إجرامه بشعبه بقتل المئات وجرح واعتقال الآلاف!.

أي نفاق هذا وأي درك أسفل نزل إليه بعض الأوروبيين!.

إن المنافقين هم أسوأ أنواع البشر، بل الأكثر انحطاطا، يقول المثل الإنجليزي الشهير «من الأفضل أن تعرف أنك صاحب خطيئة، على أن تعرف أنك منافق»، وكما يقول دانتي في عبارته الشهيرة «أسوأ مكان في الجحيم محجوز للذين يلزمون الحياد في أوقات الأزمات الأخلاقية».

لم يستحوا ولم يخجلوا حتى يتم تأجيل إعلانهم الرديء بالانضمام إلى آلية العار، لو لأيام وهم يشاهدون كمية القتل التي يرتكبها النظام الإيراني في المتظاهرين العزل!.

السؤال الذي يخطر بالبال، هل قامت المملكة ودول الخليج ممثلة في سفاراتها بإرسال رسائل لتذكير دول العار الست، ومن يقودهم من الدول الثلاث، خصوصا فرنسا وألمانيا بحقوق الإنسان؟! بعض الأوروبيين خصوصا ينتظرون الفرصة على أحر من الجمر أو حتى يصنعوها، لإيجاد حادثة لنقد حقوق الإنسان في دول الخليج من باب الابتزاز غالبا، فلماذا لا نعامل بالمثل ونجدها فرصة لتذكيرهم بنفاقهم، وهي ورقة رصيد بالمستقبل إذا أتى من يستشرف علينا من الأوروبيين مستقبلا في موضوع عطسة إنسان بحجة حقوق الإنسان.

انتهت فترة الفشل والعار لفردريكا موغيرني مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، (عاشقة ملالي طهران)، التي كانت فترتها في الكرسي من أسوأ الفترات في الاتحاد الأوروبي، وضعت قناعتها الشخصية أمام مبادئ السياسة، وهاجمت كل ما هو خليجي رغم مصالح الأوروبيين مع الخليج، لكن يبدو أن بعض الأوروبيين لديه متلازمة ستوكهولم، يحب من يؤذيه ويعامله بعدم احترام. هذه إيران لديها سجل طويل من القتل والتفجير والمؤامرات والتجسس في أوروبا، لكن ما دامت ألمانيا موجودة لا أحد يعاقب الجنس الآري الإيراني!.

الواقع يقول إن أوروبا ضعيفة ومنقسمة، وليس لديها القيادة والعزم في العالم، وقوتها العسكرية متدهورة وعاجزة، واقتصاديا هناك تردٍّ، ولنكن واقعيين، لولا حماية أميركا للأوروبيين لكان الجيش الروسي الآن يتمشى في وسط أوروبا دون رادع. صراحة لا أستغرب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فأوروبا حاليا هي رجل العالم المريض، أشبهها بجمهوريات موز تقودها دولتان هما ألمانيا وفرنسا.

لذلك بعض الأوروبيين يعرفون أن ليس لهم نفوذ على الصعيد العالمي، فيختلقون نفاقا، كليشة حقوق الإنسان بشكل مقزز واختياري، للوصول إلى بعض المصالح، وحان الوقت لدول الخليج لكي تري الأوروبيين حجمهم الحقيقي، ولا يخشى الأوروبيون من ردود الأوروبيين، فإيران انتهكت واغتصبت سيادتهم عدة مرات، وردُّ الأوربيين المعتاد المفاوضات والمؤتمرات... إلخ.

&