&عبدالله بن بخيت

&

&أفضل ما قام به الرئيس الأميركي السيد رونالد ترمب أن أنزل مفهوم الرئاسة الأميركية في أذهان العرب من الأسطورة إلى الواقع. أفسدت كلمة المؤسسات مفهوم الواقعية في عقولنا، تربينا على أساس أن الحكم في الغرب قائم على المؤسسات وليس على الفرد، كل القرارات ليس للرئيس فيها سوى الترجيح والمناقشة ثم تتخذ بصورة جماعية، كنا نظن أيضاً أن الرؤساء الغربيين على قدر كبير من الخبرة والحكمة، قادتنا أسطرة النظم الغربية إلى اليأس ثم إلى نظرية المؤامرة.

لا نريد أن ننظر إلى إنسانية الإنسان في الغرب. كل شيء في الغرب تم تشويهه إما بالرؤية المنحازة أو بالتعظيم والإجلال، عندما تتأمل في نظرتنا للمرأة التي خلقها المخيال الشعبي الذي صنعه رجال الدين سترى المرأة الفاسقة التي لا تراعي قيماً أو أخلاقاً، وإذا تتأمل في مؤسسات&الدولة الغربية التي صنعتها أقلام المثقفين من أجل النكاية بالمؤسسات المحلية ستجد الحكمة والرؤية والقرارات المبنية على دراسات واستشارات.

مشكلتنا أننا نقرأ الآخرين ونحن في الواقع نتحدث عن أنفسنا، عندما نشير إلى حكمة القيادات الغربية سواء على مستوى السياسة أو على مستوى الأعمال ستجد المبالغة الشديدة في تعظيم الغرب، ننظر إليهم من خلال الغمز واللمز غير المباشر لأداء قياداتنا، ما نريد نقده في طريقة عملنا نبالغ في تضخيمه وتجميل مثيله عند الغرب، إذا أردنا أن نقول إن قياداتنا ومديرينا يتخذون القرارات بشكل ارتجالي أو فردي نذهب إلى حادثة تاريخية أو قرار كبير اتخذه أحد الزعماء الغربيين بشكل جماعي وبعد مشاورات واسعة الأطراف، ثم نصل إلى الخلاصة ونقول: في الغرب لا يترك مصير الأمة في يد رجل واحد أو القرارات الكبرى تتم بالتشاور هكذا نتحدث بلغة الغمز واللمز.

أيضاً صورنا المرأة في الغرب لا تملك أدنى تفرد،&لا تختلف الواحدة عن الأخرى،&كل النساء في الغرب سيئات لا يراعين قيماً أو أخلاقاً أو عائلة، لا هم للمرأة الغربية إلا البحث عن الرجال بعد أن تم طردها من بيت والديها عندما أكملت عامها الثامن عشر، هذه النظرة لا تريد أن تسيء للمرأة في الغرب بقدر ما تريد أن تبعد المرأة العربية عن تقليد المرأة الغربية والسعي نحو حقوق.

في كل مرة نتحدث عن السياسة أو الأعمال عن الغرب لسان حالنا يقول إياك أعني واسمعي يا جارة. نمارس نفس الشيء عند الحديث عن المرأة عن اليابان&عن النهضات في إفريقيا عن انتخاب امرأة صغيرة في فنلندا.

ابتعدنا عن فهم العالم لأننا لا نتكلم عن العالم وإنما نتكلم عن أنفسنا برمزية العالم.