&خالد أحمد الطراح

العمل الوطني لا يشترط سناً ولا زمناً، لكنه يتطلب وعياً عميقاً وموقفاً صلباً، فحمل راية النضال السياسي ليس ترفاً. تاريخ الكويت، شهد نضالاً دفع ثمنه رجالات الكويت الذين تحملوا صنوفًا من الاعتقالات والتضحيات، فهناك العديد من الشواهد على ذلك، ولدينا جيل ذو ذاكرة شاهدة، لا تخشى لومة لائم. نحن اليوم نشهد عبثًا ممن يعاني صبيانية سياسية، خصوصًا حين يكون حولهم «مطبلون» لتشويه الديموقراطية، بينما هناك البعض الآخر من عشاق التخلف وتشويه التاريخ، يزحفون نحو مراهقة إعلامية متأخرة لطمس تاريخ التطور السياسي للدولة وما صاحبه من نضال سياسي، لأنهم اساسًا متضررون من النظام الديموقراطي الدستوري.

خرج الى الساحة الصحافية اخيرا من يتخيل نفسه محنكاً سياسياً، بينما ما يسطر هو عبث بالقلم على كبر، والإساءة إلى النفس قبل الغير، فمن بين هؤلاء من يكتب عن شؤون دينية وهو لا يفقه فيها، فضلاً عن هذيان بالقلم عن التشريع والرقابة ونماذج ديموقراطية لدول أخرى، لغاية عبثية تكمن في الحشد لتنقيح الدستور الكويتي، وليس ازدهار النظام الديموقراطي عبر التطوير للحريات وصيانتها، إلى جانب تطوير اللائحة الداخلية لمجلس الأمة من اجل التميُّز في الاداء البرلماني. هناك دول كفرنسا وبريطانيا وأميركا، لديها مؤسسات للتشريع والرقابة كالكونغرس الاميركي بمجلسَيه، ومجلسي اللوردات والعموم في بريطانيا، ومجلس الشيوخ الفرنسي والجمعية الوطنية، وهي مجالس لها أسنان حديدية، وفق طبيعة النظام السياسي والحزبي لكل دولة. من المستبعد جدًا أن تكون أهداف دعاة التعديل أو التنقيح الدستوري المزيد من الحريات والضمانات الدستورية لحقوق المواطن، بل على العكس تمامًا!

ليس لدينا في الكويت معضلة تشريعية ورقابية، وإنما لدينا أفراد تحركهم غايات ناكرة للتاريخ، سعيًا إلى تحقيق اهداف لا تصب في مصلحة الوطن والمواطن بقدر مصالح شخصية، وليس اصلاح مسار العمل الحكومي والأداء البرلماني ايضًا. Volume 0% & فمن يعش وهم التنقيح بحجة تشريع أعمق ورقابة أفضل، يخفِ وراءه تاريخًا من الانتفاع غير المشروع وتكوين ثروات من المال العام بحسب تقارير رقابية، ومن يحاول نكران هذا الواقع، يضع نفسه امام تحدٍّ اكبر منه! قبل أكثر من عقد، ثارت ثائرة وزير، لم يكمل بضعة أشهر في الحكومة على احد النواب الشباب بسبب الفرق بالسن بين الطرفين، متناسيًا (الوزير) ان سنوات العمر ليس لها ذكر في الدستور ولائحة مجلس الأمة من حيث المساءلة البرلمانية.

بعد سنوات، تفتق ذهن الوزير نفسه بحكايات بالصوت والصورة من نسيج خيال واهم، وهو لم ينجز امرًا يذكر وإنما مجرد استعراض بهلواني، كما هو معروف عنه! غريب أمر بعض الكتاب في الاستئساد بالنقد الانتقائي للغير وغض الطرف كليًا عما يسطره ويدعيه اصدقاؤهم من بطولات وهمية وحكايات هزلية! «ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقلِهِ.. وَأخو الجهالةِ في الشقاوَةِ يَنعَمُ». (المتنبي) .

&