&سارة مطر

& &هناك إحصائية تقول إن أفراد الشعب السعودي الأكثر استخداماً ليوتيوب، لا يمكنني أن أشكك بهذه الدراسة، فقد تخليت منذ عامين عن القنوات التلفزيونية واكتفيت بشاشة ذكية، أستطيع من خلالها اختيار ما يمكن لي مشاهدته حتى لو كان ذلك عبر قسط شهري، فلا يهمني القسط بقدر ما تهمني إمكانية أن أختار المواد التي أرغب بمشاهدتها في الوقت الذي يناسبني.


وفي ذلك المساء، قررت أن أشاهد محاضرة عن رواية «في قبوي» لديستوفسكي، فلامس الروائي حديثه المشع عن الروائي الروسي الكبير، وتحدث بطريقة مذهلة أضاءت النور بداخلي ودفعتني طريقة حديثه الخيميائي «الرمزي» في البحث عن الرواية وقراءتها، لم أنم وأنا أفكر بالبطل الذي يعيش حياة هامشية، ويشعر بألاّ قيمة له، وكيف أن الضغط النفسي والصمت على الأذى يمكنه أن يحول الشخص الصامت وليس الحليم، بعد عدد من التراكمات، إلى شخص يمكن له أن يقتل بدم بارد.

وفي اليوم التالي أردت أن أسمع الفيديو ذاته مرة أخرى، ولأنني كنت خارج البيت، فقد قمت بمشاهدة الندوة عبر هاتفي الجوال، وأثناء حديث روائي عربي في الفيديو قررت أن أقرأ تعليقات المشاهدين.

&ووجدت عدداً من التعليقات تشكر الروائي العربي على طرحه الجميل، لكنهم يعتبون عليه أنه أخطأ، حيث إنه يفترض أنه يتحدث عن رواية «في قبوي» لكن يبدو أن ذاكرة الروائي قد تآمرت عليه، فقد تداخلت الشخصيات عليه، وعرج من دون أن يعلم كما أظن إلى رواية أخرى لديستوفسكي بعنوان «الرجل الصرصار».

المحاضرة كانت عظيمة، ولكن كيف يفوت على روائي قال للجمهور إنه قرأ الرواية أكثر من 400 مرة مثل هذا الخطأ!